أرشيف المقالات

[233] سورة الحج (7) - تدبر - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
والتقوى ليست شيئًا خفيًا مدفونًا بين جنبات الصدور ليس لها علامات ولا عليها أمارات..
بل ضد ذلك هو الصحيح.
نعم « التقوى هاهنا»[1] وأشار لصدره صلى الله عليه وسلم لكن متى وجدت هناك ظهرت لها علامات..
ولعل أهم تلك العلامات والنتائج تعظيم الحُرمات والشعائر..
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [ الحج :32]..
وإن تعظيم الشعائر نتيجة حتمية لتعظيم من شرعها فتعظيمها من تعظيمه وكذلك الحُرمات..
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج من الآية:30]..
إن من عظَّم الله حقًا وكبَّره صِدقًا يُعظِّم ويُكبِّر كل ما أمر به وتعظُم في نفسه جدًا معصيته أو انتهاك حُرماته التي حرَّمها..
حتى وإن ضعف أو وقع فيها تحت أسر شهوة ونسيان وقلة عزم؛ فإن التعظيم لا يلبث إلا ويشرئب على واقعه فيندم ويحزن على ذلك الانتهاك ويرجو العودة والأوبة..
تأمَّل حال الغامدية التي وقعت في فاحشة إلا أن تعظيمها للحُرمة التي انتهكتها ظهر على واقعها لشهورٍ طويلة، من خلال ندم في القلب مُستعِر لا تخبو جذوته حتى جادت بنفسها لله كما شهِد له رسوله صلى الله عليه وسلم..
إن ذلك موقف ينطِق بالتعظيم للحُرمات..
وكذا كل من عظَّم نداء الله وأمره وشرعه..
كل ذلك علامة على التقوى وذلك خير له عند ربه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- (جزءٌ من حديثٍ مُتفقٌ عليه).

 

 

شارك الخبر

المرئيات-١