عنوان الفتوى : إقامة المآتم والولائم بمناسبة الوفاة
ما حكم الدين في الأكل في المأتم ومعاونة الجيران لجارهم بمده بالطعام لمدة أسبوع من الوفاء له وللمعزين، كل يوم جار يقدم وجبة، وما حكم التأليف (ختم القرآن بالمأتم كصدقة للميت)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التجمع وعمل المآتم والولائم... بمناسبة الوفاة لا يجوز لأنه من البدع والمحدثات التي أحدثها الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابة والسلف الصالح ولأنه كذلك من النياحة وتعظيم المصيبة... ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة. رواه ابن ماجه، وعلى ذلك فلا ينبغي للمسلم أن يشارك في هذه البدع.
وأما صنع الطعام لأهل الميت من بعض الأقارب أو الجيران فلا بأس به بل هو سنة، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك في إطار التجمع والاحتفال.. وأما مدة التعزية فلا ينبغي أن تتجاوز ثلاثة إلا لغائب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا. متفق عليه.
وأما قراءة القرآن في المأتم فإنها أيضاً من البدع والمحدثات وعلى المسلم أن يتجنب ذلك كله ولا بأس أن يقرأ القرآن ويهدي ثوابه للميت بعيداً عن جو الاحتفال وعدم تأجير من يقرأ، ولا بأس كذلك بالصدقة عنه فإن ثواب ذلك يصله إن شاء الله تعالى، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 33291، 4271، 8132، 18377.
والله أعلم.