اقرؤوا التاريخ - خالد سعد النجار
مدة
قراءة المادة :
18 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيماقرؤوا التاريخ لتعرفوا ماذا يراد بكم ومنكم.
اقرؤوا التاريخ لتدركوا لمن يكون الولاء وممن يكون البراء.
اقرؤوا التاريخ لتتعلموا كيف تواجهون الغد بخبرة الأمس.
منذ أن أصبح للإسلام دولة وشوكة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو يواجه المؤامرات والدسائس من قبل أعدائه الذين كرهوا نوره وسئموا الحياة في ظل طهارته، وعلى مدى تلك العصور لم تنقطع هذه المكائد التي تدبر في الخفاء للنيل منه، إلا أنه في العقود الأخيرة أخذ الأعداء يسفرون عن وجوههم ويعلنون بصراحة بغضهم وحربهم، وأضحى الإسلام أسيرًا بين مكر أعدائه وتخاذل أبنائه.
"فلقد كان سقوط الشيوعية قد حرم الغرب من ذلك (الآخر) الذي أعتاد أن يحدد هويته إزاءه، فبدلاً من كتلة سوفيتية يسودها نظام عدائي وباعث على التهديد، إذ بالغرب يكتشف إخوانه الأوروبيين الشرقيين الذين يشاركونه الميراث الديني والثقافي، ويتطلعون إلى مشاركته في الحرية والرخاء، وكان لا بد من ملء الفراغ بعدو جديد حتى تستمر المؤسسات الضخمة التي تم إنشاؤها إبان الحرب الباردة في أداء عملها، وكان الإسلام حليف الأمس في أفغانستان وسواها هو المرشح القوى لملء تلك الفجوة الاستراتيجية التي تفتقت بانهيار الشيوعية، وبدأت الحملة في الصحافة الغربية منذ أواخر الثمانينات –وما زال أوارها مستعرًا-، حتى ليخيل لقارئ تلك المطبوعات أن المسلمين يدقون أبواب فينا بالفعل..
وكانت ذورة هذه الحملة مقالة ظهرت بمجلة الشؤون الخارجية الأمريكية تحت عنوان (صدام الحضارات) توقع كاتبها فيها حتمية الصراع بين الحضارات وبخاصة الحضارة الإسلامية الغربية، وقد اكتسبت هذه المقالة منذ ظهورها شعبية كبيرة ربما لا تستحقها الفرضيات المطروحة فيها وخرجت التحذيرات بأن (المسلمين قادمون)، وأن الخطر الأخضر الذي لا يقل ضراوة عن الخطر الأحمر يترصد الحضارة الغربية للقضاء عليها وإبادة أهلها..
وخرج مستشرقي اليوم -وهم نفس مستشرقو القرن السابع عشر والثامن عشر ولكن في أزياء عصرية ولغة عصرية- ليرددوا نفس الافتراءات والأكاذيب التي كان يرددها أسلافهم، وكأن العالم لم يتغير، ويكتشف هؤلاء أن الإسلام -بحكم طبيعته الفريدة- معاد للحضارة الحديثة وأنه يقمع الأقليات والنساء، ويتعارض مع إعلان حقوق الإنسان العالمي وكل المواثيق الخاصة بالحقوق المدينة" (1).
ولا يمكن لأي منصف أن ينكر دور اليهودية التلمودية في تكوين هذا العداء السافر للإسلام وأهله، فبعد أن نجح اليهود في احتواء العالم الغربي المسيحي وإقامة نظام شيوعي في روسيا وعاش الفريقان بمفاهيم يهودية قوامها الإلحاد والإباحية، ونبذ قيم الدين وتعاليمه، توجهت كل هذه القوى صوب الإسلام لتحتويه أيضًا وبذلك يتحقق الحلم اليهودي في سيادة العالم الذي يصبح أفراده خدم وعبيد لشعب الله المختار كما تنص بروتوكولات حكمائهم: "إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض، وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل" (2).
مسلسل الإفساد اليهودي:
اليهود نوع من الناس يتميز عن غيره من أجناس الأرض قاطبة بصفات جبلية خاصة منشؤها نفس شريرة ألفت الفساد واستمرأت العلل منذ أمد سحيق، فهذه الصفات من أذى ومكر وخديعة ولجاج وحب المال لا يمكن أن تصدر إلا عن نفس شيطانية يزعجها أن ترى لله طاعة في الأرض، ومن ثم فهي تأبى إلا أن تقعد للخير كل مقعد وتسد عليه كل طريق، تلك الحقيقة يلخصها د.أوسكار ليفي بقوله: "نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن فيه وجلاديه".
ولقد أقتصر دور اليهود في الحياة الاجتماعية في أوربا طيلة رحلة الشتات على دور (المرابي) الذي يسلب الثروات (وتاجر الرقيق الأبيض) الذي يفسد أخلاق المجتمعات مما حدى بالمجتمع الأوربي إلى النظر إليهم نظرة احتقار وامتهان، وفرضت الكنيسة عليهم زيًا خاصًا وحصرتهم في (الجيتو) وحرمت عليهم الاتصال بالمجتمع المسيحي أو المصاهرة إليه، وربما تعرضوا للطرد من حين لآخر فكانت تلك الحياة القاسية أكبر عامل وجه اليهود إلى سلوك طريق آخر يمكنهم من السيطرة على المجتمع الغربي المسيحي والخروج من تلك العزلة إلى حيث النفوذ والسلطان الذي يضمن لهم شرعية الإفساد واحتواء ذلك المجتمع ثم تسخير كل إمكانياته لإقامة دولة تكون منطلقًا لسيادة العالم حسب تعاليم تلمودهم ووصاياه، ولقد تأكد لديهم دور الدين -مصدر القيم والأخلاق- في تكوين مجتمع متماسك قوي له دور فعال في البناء والتقدم فتركزت جهودهم على إضعاف كيانه في نفوس أفراد المجتمع الغربي والوصول إلى حياة تقوم على المادية والانحلالية
"علينا أن ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين وأن نضع مكانها عمليات حسابية وثروات مادية" (3).
"شعبنا محافظ مؤمن متدين ولكن علينا أن نشجع الانحلال في المجتمعات غير اليهودية؛ فيعم الفساد والكفر وتضعف الروابط المتينة التي تعتبر أهم مقومات الشعوب فيسهل علينا السيطرة عليها وتوجيهها كيفما نريد، وسنجعل رجال الأديان الأخرى باستهزائاتنا وتهجمنا عليهم أضحوكة أولًا، ثم نجعلهم مكروهين" وسنجعل أديانهم مهزلة" (4).
"لا نريد بقاء دين فوق الأرض غير ديننا إذ أن بقاء الأديان سيكون خطرا دائما لكيان حاكميتنا لأن الإيمان بالبعث بعد الموت يقوي معنويات الأشخاص ويعطي الإمكانية لمثل هؤلاء الناس لمقاومتنا ومعارضتنا فلذا سنفني الأديان أما نحن فسنبقى متمسكين بشعار قومنا وهو الشريعة العبرانية الموروثة لنا" (5).
وكانت (المحافل الماسونية ) صاحبة الدور الأكبر في استقطاب المفكرين والمثقفين والقادة إليها، وتشكيلهم تشكيلاً فكريًا جديدًا على المبادئ العلمانية ، وفي ذلك تقول الماسونية العالمية: "علينا أن نسمح بالانحلال في المجتمعات غير اليهودية فيعم الفساد والكفر وتضعف الروابط المتينة التي تعتبر أهم مقومات الشعوب؛ فيسهل علينا السيطرة وتدمير الشعوب غير اليهودية والقضاء على الأخلاق والدين وإثارة الفتن والحروب".
وجاء في مجلة أكاسيا الماسونية عام 1904م ما نصه: "إن طريقتنا السياسية هي الحرب ضد الأديان وإيجاد حكومات علمانية"، وفي المجلة نفسها عام 1903 "إن النضال ضد الأديان لا يبلغ نهايته إلا بعد فصل الدين عن الدولة"، "ويجب ألا ننسى بأننا نحن الماسونيين أعداء للأديان وعلينا ألا نألوا جهدنا في القضاء على مظاهرها" (6).
تبلورت هذه المخططات في شكلها العملي بقيام الثورة الفرنسية التي أقامت أول دولة أوربية علمانية ترفض الدين وقيمه، وتمارس الفساد تحت دعوى الحرية وبذلك يسر اليهود للفرنسيين الانغماس في حياة الترف والفجور، وزينوا باريس لتكون مدينة النور والأزياء والخمور والملاهي والدعارة والانحلال والوجودية، وهى التي كانت ابنة الكنيسة الكاثوليكية، ثم ما لبثت أن تبعتها باقي الدول الأوربية.
"بكل هذه الوسائل سنضغط على المسيحيين حتى يضطروا إلى أن يطلبوا منا أن نحكمهم دوليًا، وعندما نصل إلى هذا المقام سنستطيع مباشرة أن نستنزف كل قوى الحكم في جميع أنحاء العالم وأن نشكل حكومة عالمية عليا" (7).
ثم أمتد الكيد اليهودي إلى روسيا القيصرية "ونحن على الدوام نتبنى الشيوعية ونحتضنها متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعًا لمبدأ الأخوة والمصلحة العامة للإنسانية وهذا ما تبشر به الماسونية الاجتماعية" (8).
ويكفي أن نسجل هذه الكلمات لـ(كارل ماركس) كي نكون على يقين من أن الشيوعية واليهودية وجهان لعملة واحدة حيث يقول: "إن المشكلة اليهودية لن تحل أبدًا إلا بالتحويل الاشتراكي للعالم كله وإذابة الأديان والقوميات في بوتقة الماركسية أو الاشتراكية العلمية أو التقدمية الثورية -سمها ما شئت-، ذلك أن المشكلة اليهودية قائمة تحت ضغط الاعتقاد القائل بأن اليهود هم شعب الله المختار وبما أن التقدمية الثورية فكر وحركة وهدف تعمل لإخضاع المجتمع البشري كله إلى (قيادة طليعية) اشتراكية ماركسية واحدة ترتبط بها كل الحركات الماركسية في العالم، فإن اليهود أصلح البشر بصفة كونهم شعب الله المختار لاحتلال مركز القيادة الطليعية التي هي الاسم العصري لعقيدة الشعب المختار".
فكانت الثورة الشيوعية تنظيم يهودي بالمال والأنفس حيث بدأت مجلة أسكرا (الشعلة) في سويسرا توقد بنيران الثورة، هادفة إلى تدمير العنصرية وإقامة الدولة الشيوعية منذ عام 1900، وقد تولى مجلس إدارتها سبعة من أقطاب الشيوعيين وهم (لينين، بينمانون، بوتريسوف، تروتسكي، مارتون، أكسلرود، تسازولتش) وهؤلاء السبعة يهود، أما سكرتيرة المجلس فيهودية متعصبة هي (كروبسا كايا) وهي زوجة لينين.
ومنذ ثورة 1905 والحركة في يد اليهود هم ممولوها والدعاة إليها، وكانت ثورة فبراير عام 1917 انفجارًا شديدًا أعقبه سقوط القيصر، وتألفت بعد ذلك أول حكومة مؤقتة لحماية الثورة برئاسة اليهودي (كيرنسكي) ثم أعلنت ثورة أكتوبر عام 1917، وعندما تم تشكيل الحكومة كان أكبر رجالها هم اليهود والمجلس الشيوعي العام كان قوامه 547 عضوًا منهم 474 من اليهود الغلاة واللجنة المركزية 388 منهم 371 يهوديًا.
وهكذا نجح اليهود في إقامة نظام رأس مالي غربي، وشيوعي شرقي قوامه الإلحاد والإباحية كما نجحوا في إزكاء العداوة بينهما كي تتحقق لهما السيطرة الكاملة، فيقول الحاخام عمانويل أيفانوفيتش عام 1954 في تصريح له في بودابست: "إن اليهودية العالمية تعمل على إثارة روح الحرب بين أمريكا وروسيا حتى يضعف الخصمان وتتضعضع قوامها ثم تتم السيطرة اليهودية على العالم ويفرض الشعب الإسرائيلي سلطانه وتنتشر العقيدة الإسرائيلية".
ثم امتد الخطر اليهودي إلى ديار الإسلام مدفوعًا بمساعدة قوى الغرب والشرق التي تشاركه مبادئ الفساد، وكان الهدف الأكبر هو إقامة دولة إسرائيل على أرض الميعاد من النيل إلى الفرات، التي تسود بعد ذلك العالم كله ولما لم تنجح براميل الذهب اليهودي في استمالة السلطان عبد الحميد للسماح بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، عمل اليهود على تمزيق أوصال الدولة العثمانية بكافة وسائل المكر والخديعة "يتحتم ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا" (9).
فتم لهم ذلك بواسطة إخوانهم من يهود الدونمة، وقسمت الدولة بين فرنسا وإنجلترا، وأقيم نظام الانتداب البريطاني في فلسطين، ثم كان وعد بلفور: "فأعطى من لا يملك شيئا لمن لا يستحق شيئًا" وبذلك تسلم اليهود فلسطين وقامت دولتهم بمعونة الغرب الذي سيطرت عليه المحافل الماسونية اليهودية وسخرته لخدمة شعب الله المختار.
فتقول الصحيفة اليهودية (لافاريتا إسرائيليب) عدد 5 ص 74: "إن روح الحركة الماسونية هي الروح اليهودية في أعمق معتقداتها الأساسية إنها أفكارها ولغتها، وتسير على نفس تنظيماتها، وأن الآمال التي تنير طريق الماسونية وتسند حركتها هي نفس الآمال التي تساعد وتنير طريق إسرائيل، وتتويج نضالها سيكون عند الظفر بذلك المصلى الرائع الذي ستكون أورشليم ( القدس ) رمزه وقلبه النابض..".
كان التخلف والتفكك الذي أصاب الأمة الإسلامية أكبر عامل في نجاح المخطط اليهودي، ووقع المسلمون في نفس الخطأ الذي وقعت فيه أوربا وروسيا من قبل، فلقد تخلى المسلمون عن تعاليم دينهم مصدر قوتهم ومبعث حضارتهم وبدأت النزعة العلمانية تدب في كيان العالم الإسلامي، وخرج علينا من ينادي باتباع الحضارة الغربية في خيرها وشرها حلوها ومرها وبدأ نور الإسلام ينحسر من ساحة التشريع والسلوك.
وهكذا انتصرت اليهودية الخبيثة على الذين تخلوا عن دينهم ونازعوا سلطان ربهم في الأرض، بجعلهم لأنفسهم الحق في التشريع والتقنين وسلوك ما يشاءون.
انتصرت اليهودية على الذين يرون الحديث عن الدين رجوعًا إلى الوراء وتعويقًا للعلم، وتخلفًا عن ركب الحضارة ومجافاة لروح العصر وبعدًا عن التحرير.
انتصرت اليهودية على الذين لا يرون التحرير والعزة في رحاب الله بل في رحاب الكتلة الشرقية أو الغربية.
انتصرت اليهودية على الذين جعلوا لغتنا الحية الغنية ملطشة لكل كاتب مريب أو منخدع، ويسخرون من الداعين للتمسك بالفصحى أخلد اللغات وأعرقها على وجه الأرض وأغناها وأقدرها على التطور.
انتصرت اليهودية يوم أن طبقت تعاليم قادتها في التمسك بدينهم، فيقول هرتزل: "الحياة الدينية هي دون سواها سر خلود إسرائيل وسيظل شعب إسرائيل خالدًا طالما بقي متمسكًا بالتوراة، فإذا هجر التوراة اندثر تاريخه في رمال الصحراء ولو ظل مقيمًا في أهله وبلاده، لذا يجب أن تكون بلاد إسرائيل الناهضة خير خلف من الوجهة الروحية لبلاد اليهود فرسالتها قديمة كانت أم حديثة هي أن تظل محافظة على شخصيتها وكيانها".
انتصرت اليهودية التي نبشت لغتها العبرية وعمرت بها البلاد بعدما انقطعت عن التداول، وأسست حكمها على دينها ولا يزال (خفافيشنا) يطالبون بفصله عن الحكم، حتى يصطلحوا معهم على أساس علماني، انتصرت اليهودية التي شكلت في جيشها فرقًا خاصة لسحب القتلى حرصًا على دفنهم وفقًا لشريعة دينهم الموضوع منذ آلاف السنين ولم تعتبره رجعية مع خطورة هذا العمل في الحروب الحديثة، وأبناء جلدتنا لا يزالون ينتحلون العلمانية ويصرون على توعيتنا بخطر الدولة الدينية.
وهكذا مهدت اليهودية لغزو البلاد بغزو القلوب ، وذلك بتحطيم العقيدة الإسلامية في النفوس، وبإفساد الأخلاق ومن قبل حذرنا الله من كيدهم ومكرهم، فقال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [ النساء من الآية:89] وقال: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء من الآية:27].
وما زال الكيد للإسلام وأهله مستمرًا والحلم قائمًا في نفس كل يهودي، فيقول عازار وأيزمان: "إنه لا عطف ولا رثاء حتى ننتهي بالحضارة العربية التي نبني على أنقاضها حضارتنا".
ويقول موشي ديان: "لقد استولينا على أورشليم ونحن في طريقنا إلى يثرب وإلى بابل".
ويقول د.
أيدر رئيس اللجنة الصهيونية: "أهداف الصهيونية هي إبادة العرب جميعًا".
أما نورمان نيتوتش اليهودي الإنجليزي فيقول: "في وسع اليهود الامتداد إلى جميع البلاد التي وعدوا بها في التوراة من البحر المتوسط حتى الفرات، ومن لبنان حتى النيل/ فهذه البلاد هي البلاد التي أعطيت لشعب الله المختار".
وكما سيطر اليهود على مجريات السياسة العالمية ورسموا معالم الحياة الاجتماعية في الغرب والشرق على مبادئ الانحلال، ومن قبل كانت السيطرة على الاقتصاد، كان الإعلام هدفهم الأخير الذي يضمن لهم على الدوام تهيئة الرأي العالمي لخدمه أبناء صهيون.
فيقول الحاخام اليهودي (راشورون) في خطاب ألقاه في مدينة براغ سنه 1869: "إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم، فإن الصحافة تنبغي أن تكون قوتنا الثانية".
وقال مناحم بيجن في أحد مؤلفاته: "يجب أن نعمل ولنعمل بسرعة قبل أن يفيق العرب من سباتهم فيطلعوا على وسائلنا الدعائية، فإذا أفاقوا ودفعت بأيديهم تلك الوسائل وعرفوا دعاماتها وأسسها فعندئذ لن تفيدنا مساعدات أمريكا".
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 90% من مجموع العاملين في الحقل السينمائي الأمريكي إنتاجًا وإخراجًا وتمثيلًا وتصويرًا ومنتجًا من اليهود، وعن طريق هذه الدعاية نجحوا في تجميل صورة اليهودي في أعين الشعوب الأوربية والأمريكية، وتتمتع إسرائيل بجاليات يهودية موالية في كل الدول الغربية..
وقد مكنها هذا الانتشار من تكوين فهم دقيق لمجريات الواقع الثقافي والسياسي والاقتصادي لتلك الدول، واستباق أي تطور في أي اتجاه يعاكس إسرائيل لتواجهه بضجات إعلامية، وحيل وضغوط اقتصادية تقبره في المهد، كما اجتهدت الدعاية الصهيونية وسخرت كل أبواقها لتشويه صورة العربي وإظهاره بأنه جبان ماكر مخادع محب للدماء! وعلى عكس ذلك قدموا للعالم صورة طيبة لليهودي فهو مسالم زكى يفكر بطريقة حضارية مضطهد ممن حوله!
هكذا نجح المكر اليهودي في تكوين عداء غربي للإسلام وحضارته وإن كان في الماضي قد أخذ طريقه في الخفاء، ففي الحاضر أسفر عن وجهه وأعلن الغرب بصراحة كرهه للإسلام وطهارته، واتخاذه عدوًا بديلًا بعدما تحالف مع العدو القديم.
إن كل هذا العداء ليثير في النفس الدهشة من تلك السلبية التي تنتاب الأمة الإسلامية تجاه هذا التخطيط الماكر، فإننا في حاجة أولًا لنبذ الخلافات والأحقاد وغسل الصدور من الأنانية، فكفانا فرقة وتشتت ثم ما أحوجنا بعد ذلك لشحذ كل الهمم والطاقات لمعركة البناء الجاد والصادق، ومقابلة هذا الكيد بما يبطله ويدحضه وبالاستعانة بالله وحده يكون النصر والتمكين {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران من الآية:126]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمصادر:
1- هل الإسلام هو العدو البديل: عبد الغنى محفوظ.
2- من البروتوكول الثاني 3- من البروتوكول الرابع.
4- من كلمة ألقاها الحاخام (ريجهورن) في اجتماع سري عقده اليهود في (براغ) 1869م.
5- من كلمة ألقاها الحاخام (عمانوئيل رابينويج) في مجلس الحاخامات الملتئم في (بودابست) 12/1/1952م.
6- من مضابط مؤتمر بلجراد الماسوني المنعقد عام 1911م.
7- من البروتوكول الخامس
8- من البروتوكول الثالث
9- من البروتوكول الأول.
- المخططات التلمودية أنور الجندي.
- فن الدعاية الصهيونية عاطف شحاته زهران.
- مسلسل الإساءة إلى الإسلام زينب أحمد.
- حبال اليهود تمام أحمد الصباغ.
- بروتوكولات حكماء صهيون.
- بين العلمانية والماسونية سامي الجيتاوي.
- اليهودية والماسونية عبد الرحمن الدوسري.