(المجتمع الدولي) يعلن الحرب علينا من جديد
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
فرنسا المترددة المختنقة مالياً تبادر إلى غزو جمهورية مالي بذريعة جماعة إسلامية سيطرت على شمال البلد المأزوم بعسكره الفاسدين العملاء الذين يمنحون مخزون الدولة الفقيرة من اليورانيوم الثمين إلى سادتهم البيض بدريهمات بخسة تدخل حسابات الخونة ولا يصل إلى الشعب منها دولار واحد.
لم تنتظر غربان باريس قراراً من مجلس الأمن، وإنما انهالت برقيات الدول دائمة العضوية بالتأييد المفتوح للغزو الفرنسي بلا شروط تتصل بطبيعة الحملة الاستعمارية ولا حتى بسقف زمني لها!! حتى موسكو التي قررت واشنطن تنصيبها واجهة لإخفاء المواقف الأمريكية المخزية، تكلمت بما يقل عن رفع العتب مؤكدة أهمية بقاء العملية الفرنسية في نطاق القانون الدولي!! وكأن الطاغية بوتن وغرابه لافروف يصدقان أن مهازلهما تنطلي على الناس.
تسابق الغرب وعملاؤه في التبرع لنصرة الغزاة الذين لم يعلنوا حاجتهم إلى شيء، فبريطانيا تطوعت بمساعدات لوجستية، وألمانيا بادرت إلى تقديم وسائل نقل العتاد الفرنسي وجلب شهود الزور من جنود بلدان إفريقية تقودها حكومات مأجورة لستر محتوى الغزو الصليبي القديم المتجدد دائماً!! وأمريكا أقامت جسراً جوياً على الفور لإسعاف الحليف الذي يخوض (حرباً مقدسة) ضد مسلمين!!
وبوتفليقة أحد كبار منافسي بشار الأسد في السوق الوهمية للسيادة الوطنية المفترى عليها، وأحد منافسيه كذلك في خيانتها بقدر الدجل اللفظي عنها، يفتح أجواء الجزائر للطيران المعتدي توفيراً للوقت على الغزاة لكي يدركوا غايتهم الخبيثة بقتل أكبر عدد من المسلمين في مالي.
أجل!! بو تفليقة الذي يعتقل اللاجئين السوريين ويعيدهم إلى شبيهه نيرون الشام ، لا يجد غضاضة في أن يؤازر فرنسا التي استعمرت الجزائر 132 سنة وأذاقت شعبها الويلات يؤازرها في ذبح شعب مسلم مسالم فقير وضعيف.
ولأن العبد التابع يبذل جهداً مضاعفاً لكي يُظْهِرَ لسيده صدق عبوديته له، فإن طاغوت الجزائر عالج اختطاف أجانب على يد إسلاميين مقاتلين في مالي، عالجها بوحشيته المألوفة فامتعض منه سادته في عواصم القرار الغربي إذ قتل أكثر من نصف الرهائن في مسعاه الخائب لتحريرهم، فهذه النظم التابعة لا تتقن سوى القتل والترويع ولا تملك دهاء السادة وهدوء أعصابهم عندما يواجهون ظروفاً عسيرة مثل هذه!!
والمجرم -المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية- لم يشأ أن يفوته الموسم من دون أن يكون له حضور ملائم، فقد بادر المنافق إلى فتح تحقيق عاجل في جرائم حرب ربما تكون وقعت في مالي مؤخراً، أما الإبادة اليومية وجرائم الحرب المستمرة والجرائم ضد الإنسانية في سوريا على يد عصابات بشار وحلفائه الصفويين الوافدين من إيران وعراق المالكي وحزب اللات والعزى، فتلك لا تحرك هذا المجرم المحترف، بالرغم من أن الأوصاف التي أطلقناها على همجية بشار هي الأوصاف التي أجمعت عليها المنظمات الحقوقية الغربية والأممية نفسها!!!
إن كل ما جرى هو تعبير عن الحقد الذي ينهش صدر الغرب على هذا الدين وأهله، وإذا أردنا الحديث بلغة دبلوماسية نقول: إنها دناءة المجتمع الدولي لمن لم يفهم دروس الحاضر الأليمة والقاسية بعد أن رفض استيعاب دروس الماضي المماثلة قريبه وبعيده.
مجتمع لا يجتمع إلا على حماية الكيان الصهيوني حماية مطلقة حتى من المحاسبة الكلامية، وعلى كراهية فظيعة للإسلام والمسلمين، لتصدق فيه مقولة: (تفرَق شملهم إلا علينا).
فالمضحك المبكي والسر المفضوح في الوقت ذاته هو أن ذريعة الغرب لتدَخُل فرنسا الصفيق في مالي هي ذاتها ذريعة الغرب الحقود لرفض التدخل في محنة الشعب السوري: تنظيم القاعدة!!
فإذا تعاملنا مع المعادلة وفقاً لأسس الرياضيات فإن العامل المشترك في الحالتين هو أن القتلى مسلمون، وأما عنصر المفارقة فهو وجود الحماية اليهودية للعميل بشار في المأساة السورية.
والدليل أنه جرى منع الجيش السوري الحر من الحصول على أسلحة فردية مضادة للطائرات والدبابات، ولم تنجح مسرحية واشنطن التي ظلت تصر على رفض التدخل العسكري، وكأنه هو المطلوب فعلاً!!!