عنوان الفتوى : منزلة راوي الأحاديث في الإسلام ومتى يكون ضعيفا
ما هي مكانة راوي الأحاديث في الإسلام وما هي أسباب ضعف الراوي ومثال على راوي سرقت كتبه وراوي ابتلي بوراق؟ ولكم جميل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فراوي الحديث هو مبلغ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- مبلغ عن الله تعالى.
وإذا تقرر هذا فلا يخفى عليك بعدُ ما ذا تكون مكانة راوي الحديث في الإسلام!!
ويقال عن الراوي إنه ضعيف إذا كان ناقص العدالة أو الضبط، .
والعدالة هي اجتناب المرء جميع الكبائر، وهي الذنوب الكبيرة كالشرب للخمر والزنا والسرقة والكذب ونحوها، وتركه صغائر الذنوب في غالب أحواله، وتجنب الأمور المباحة التي تقدح في المروءة. قال ابن عاصم في تحفته:
والعدل من يجتنب الكبائرا * ويتقي في الغالب الصغائرا
وما أبيح وهو في العيـان * يقدح في مروءة الإنسان.
وقال صاحب رد المحتار على الدر المختار: العدل من يجتنب الكبائر كلها، حتى لو ارتكب كبيرة تسقط عدالته، وفي الصغائر العبرة الغلبة أو الإصرار على الصغيرة فتصير كبيرة... قال في الهامش: لا تقبل شهادة من يجلس مجلس الفجور والمجانة والشرب وإن لم يشرب.
والضبط هو: تيقظ الراوي حين تحمله وفهمه لما سمعه، وحفظه لذلك من وقت التحمل إلى وقت الأداء.
ثم ما طلبته من التمثيل لراو سرقت كتبه فيمكن أن نأخذ له مثالا: عبد الرزاق بن عمر الثقفي أبا بكر الدمشقي، فقد جاء عنه في في تهذيب التهذيب لابن حجر: ... قال النسائي: ليس بثقة، وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف الحديث، سرقت كتبه، وكانت في خرج، وكان يتبع حديث الزهري ومن ها هنا وها هنا وليس حديثه بشيء...
كما يمكن أن نمثل لراو ابتلي بوراق بسفيان بن وكيع بن الجراح أبي محمد، فقد جاء في كتاب المجروحين لأبي حاتم محمد بن حبان البستي قال: ... وكان شيخا فاضلا صدوقا إلا أنه ابتلي بوراق سوء كان يدخل عليه الحديث، وكان يثق به فيجيب فيما يقرأعليه.
والله أعلم.