تفسير قوله تعالى: (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا)
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
تفسير: (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا)♦ الآية: ﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: المائدة (114).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ﴾ أَيْ: نتّخذ اليوم الذي تنزل فيه عيدًا نُعظِّمه نحن ومَنْ يأتي بعدنا ﴿ وآيةً منك ﴾ دلالةً على توحيدك وصدق نبيِّك ﴿ وارزقنا ﴾ عليها طعامًا نأكله.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾، عِنْدَ ذَلِكَ، ﴿ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ﴾، وَقِيلَ: إِنَّهُ اغْتَسَلَ وَلَبِسَ الْمُسُحَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ وَغَضَّ بَصَرَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ، ﴿ تَكُونُ لَنا عِيدًا لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا ﴾، أَيْ: عَائِدَةً مِنَ اللَّهِ عَلَيْنَا حُجَّةً وَبُرْهَانًا، والعيد: يوم السرور، وسمّي به للعود من الفرح إِلَى الْفَرَحِ، وَهُوَ اسْمٌ لِمَا اعْتَدْتَهُ وَيَعُودُ إِلَيْكَ وَسُمِّيَ يَوْمُ الْفِطَرِ وَالْأَضْحَى عِيدًا لِأَنَّهُمَا يَعُودَانِ في كُلَّ سَنَةٍ، قَالَ السُّدِّيُّ: مَعْنَاهُ نَتَّخِذُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا، أَيْ: نُعَظِّمُهُ نَحْنُ وَمَنْ بَعْدَنَا، وَقَالَ سُفْيَانُ: نُصَلِّي فِيهِ، قَوْلُهُ: لِأَوَّلِنا، أَيْ: لِأَهْلِ زَمَانِنَا وَآخِرِنَا، أَيْ: لِمَنْ يَجِيءُ بَعْدَنَا، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَأْكُلُ مِنْهَا آخِرُ النَّاسِ كَمَا أَكَلَ أَوَّلُهُمْ، ﴿ وَآيَةً مِنْكَ ﴾، دَلَالَةً وَحُجَّةً، ﴿ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾.
تفسير القرآن الكريم