معنى اللغو
مدة
قراءة المادة :
7 دقائق
.
معنى اللغواللغو له معانٍ كثيرة، منها:
1- سبق اللسان من غير عقد القلب ولا عزمه على ما يقول، ومنه قول عائشة رضي الله عنها: "إن اللغو ما يجري في الكلام على غير عَقْد".
• وقال المناوي رحمه الله: "اللغو: ما تَسبق إليه الألسنة من القول على غير عَزمِ قصدٍ إليه"؛ (التوقيف على مهمات التعريف: 290).
قال تعالى: ﴿ لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 225]، وقال تعالى: ﴿ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 89].
• قال الشافعي رحمه الله عن اللغو في الأَيْمَان: "هو ما لا يَعقِد الرجل قلبَه عليه؛ كقوله: لا والله، بلى والله"؛ (التعريفات: 202).
• وقال المناوي رحمه الله: "اللغو في الأَيْمَان: ما لا يعقد عليه القلب، وذلك ما يجري وصلاً للكلام بضرب من العادة كقولهم: "كلا والله"؛ (التوقيف: 290).
2- واللغو يأتي ويقصد به الكلام، وقيل: "يأتي بمعنى خاب".
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا قُلتَ لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغوت([1])))؛ (رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).
• وأخرج أبو داود عن عبدالله بن عمرِو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن اغتسل يوم الجمعة ومسَّ من طيب امرأته - إن كان لها - ولَبِس مِن صالح ثيابه، ثم لم يتخطَّ رقاب الناس، ولم يلْغُ عند الموعظة - كانت كفارةً لما بينهما، ومَن لغا وتخطَّى رقاب الناس؛ كانت له طهرًا)).
• وأخرج أبو داود عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يحضرُ الجمعة ثلاثة نفر: رجلٌ حضرها يلغو وهو حظُّه منها، ورجلٌ حضَرها يدعو فهو رجل دعا الله عز وجل؛ إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجلٌ حضرها بإنصاتٍ وسكوتٍ، ولم يتخطَّ رقبة مسلم، ولم يؤذِ أحدًا؛ فهي كفارةٌ إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام؛ وذلك بأن الله عز وجل يقول: ﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160])).
• وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن توضَّأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومَن مسَّ الحصى فقد لغا))، واللغو مِن مسِّ الحصى يَنزِل منزلة الكلام، وقيل المقصود به: "عدَل عن الصواب، أو خاب".
3- ويأتي اللغو ويقصد به مجالس اللهو والباطل:
ومنه قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72].
• وقــال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَـا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 51 - 55].
• وقال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 3].
4- ويأتي اللغو ويُقصَد به كلُّ مطروح من الكلام لا يعتد به؛ قاله الكفوي رحمه الله.
ومنه قول عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما حيث قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر الذِّكر، ويُقِلُّ اللغو، ويطيل الصلاة، ويُقصِّرُ الخطبة، ولا يأنفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة"؛ (أخرجه النَّسائي بسند صحيح).
5- ويأتي اللغو ويقصد به الفحش من القول، وهو بيت القصيد:
ومنه قوله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 59 - 63].
• وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاء حِسَابًا ﴾ [النبأ: 31 - 36].
• وقوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴾ [الغاشية: 8 - 11].
• ومنه قول قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في السوق فقال: ((إن هذه السُّوقَ يُخالِطها اللغو والكذب فشُوبُوها بالصدقة))؛ (أخرجه النسائي بسند صحيح).
• ومنه قول ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر؛ طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، فمَن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومَن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"؛ (أخرجه البخاري).
[1] لغوت؛ أي: تكلَّمت، وقيل: فقد خبت.