عنوان الفتوى : ليس من الابتداع العمل بما يظن جهلا أنه سنة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

قال لي بعض الزملاء إن موضوع صلاة عمر بن الخطاب أكثر من 20 ركعة في صلاة التروايح هي عبارة عن روايات ضعيفة فأخبرته كيفية ذلك رغم أن في جميع وسائل الإعلام عندما يتحدث الشيوخ يذكرون ذلك فأخبرني بأنه من المستحيل أن يخالف سيدنا عمر سنة الحبيب و أخبرني بأنه للأسف الشيوخ تذكر أشياء كثيرة رغم أنها تعلم بضعف الأحاديث و أعطاني المفاجأة بأن حديث أن رمضان أوله رحمة و أوسطه مغفرة و أخره العتق من النيران ضعيف و أن الجنة تحت أقدام الأمهات حديث موضوع و هكذا رغم أنهما أكثر شيوعا و تقال دائما في إذاعة القرآن الكريم و الفضائيات و كذلك خطبة الجمعة أفيدوني هل الأحاديث المذكورة ضعيفة فعلا فعليكم إنقاذ سنة الحبيب و لا تجعلوا الأحاديث الضعيفة هي المتداولة و الصحيحة غير معلومة لأني أعلم أناسا كثيرين تصوم أول رجب و النصف من شعبان و كذلك قراءة سورة يس على الموتي علي أساس أنها سنة و هي معذورة رجاء عمل كتاب يكتب فيه الأحاديث المشهورة و هي ضعيفة حتي نستطيع أن نقتدي بسنة الحبيب الصحيحة و أن لا أصدم إذا كان كلام زميلي صحيحا فكيف أفعل شيئا بنية أنها سنة و بعد ذلك يتم إخباري بأن الرسول لم يفعل ذلك و أن هذا الحديث ضعيف أو موضوع و هل هذا يعتبر بدعة أم ماذا ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن قيام الناس في رمضان بعشرين ركعة أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواه البخاري في الصحيح ، وقد بينا نقاش المسألة والرد على من بدع الزيادة على إحدى عشرة ركعة في الفتوى رقم : 54790 . والفتوى رقم : 2497 .

وأما حديث الجنة تحت أقدام الأمهات فهو ضعيف بهذا اللفظ أي لفظ ( أقدام الأمهات ) ولكن يشهد لصحة معناه حديث معاوية بن جاهمة قال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها . رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وأقره المنذري ، وراجع في حديث رمضان الفتوى رقم : 25773 .

وأما عمل العبد بما يظنه سنة جهلاً منه بضعف أصله ومستنده فلا يعتبر مبتدعا بسبب ذلك نظرا لجهله، ويدل لذلك أن السلف لم يبدعوا من عمل بالمنسوخ وبالضعيف، فقد كان ابن مسعود رضي الله عنه يعمل بالتطبيق - وهو وضع اليدين بين الرجلين في الركوع وقد نسخ بوضع اليدين على الركبتين - ويعلمه أصحابه ، ويوجد عند أئمة المذاهب كثير من المسائل مستندهم فيها ضعيف ولم يبدعوا بذلك .

هذا وننصحك بالارتباط بالعلماء وتعلم السنة عليهم، ويمكنك الاستفادة من الكتب التي تهتم ببيان الصحيح من الضعيف كالصحيحين ، وكتب السنن الأربعة بتحقيق الألباني ، وصحيح ابن خزيمة ، وابن حبان ، ومستدرك الحاكم، ومجمع الزوائد للهيثمي ، وتحقيقات العلماء المعاصرين كتب الحديث كتحقيق مسند أحمد للأرناؤوط ، والأدب المفرد ، والجامع الصغير، والسلسلتين للشيخ الألباني ، وإرواء الغليل له أيضاً .

وراجع للمزيد في الكتب التي تهتم بالضعيف الفتوى رقم : 52378 .

والله أعلم .