عنوان الفتوى : ترك المنزل للمخالفات الشرعية إذا ترتب عليه غضب الوالدين
باسم الله أنا شاب أقطن مع والدي ولي سؤالان 1ـ أريد مغادرة المنزل لكثرة المخالفات فيه والمحرمات كالموسيقى والصور وزيارة النساء المتبرجات والعادات السيئة لكن المشكل قد ينجر عن هذا سخط الأبوين وربما قطع صلة الرحم. 2ـ وجدت فتاة متدينة وملتزمة ولما طلبت من الوالدين خطبتها لي قوبل كلامي بالرفض القاطع لأنهما يريداني أن أتزوج من بنت في مستواي الثقافي والاجتماعي والمادي وقد وجدت نفسي أمام عائلة برمتها علما أنهم كلهم أهل إرجاء بدون مبالغة فالدين من الكماليات عندهم ، فهل يجوز مخالفتهما في هذا الأمر ومصاحبتهما في الدنيا معروفا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان في خروجك من المنزل غضب والديك وكنت قادرا على اعتزال مكان الحرام، كأن يكون لك حجرة مستقلة في البيت، فالذي ننصحك به أن تبقى في البيت مع الحرص التام على أمور:
أولاً: الإحسان إلى والديك والبر بهما، ولين الكلمة وحسن الخلق فإن ذلك يجعل لك مكانة في نفوسهم مما يؤدي إلى قبول نصحك وتوجيهك.
ثانيا: النصيحة لهم باللين والشفقة، مع تنويع وسائل النصيحة فالشريط الإسلامي مرة، والكتاب النافع مرة، والقصة الهادفة مرة وهكذا .
ثالثاً: اجتناب المحرمات ما أمكنك ، فلا تحضر مجلسا فيه المتبرجات أو الموسيقى وغير ذلك.
أما إن كان مقامك في هذا البيت لا ينفك عن هذه المحرمات وكنت قادرا على الخروج منه إلى غيره فيجب عليك الخروج وإن غضب من غضب، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وكذا إذا كنت تخشى أن ينجر عن مقامك في هذا البيت ميل منك إلى الوقوع فيما حرم الله.
أما بشأن رفض أسرتك الزواج بهذه المرأة فإن كان لسبب وجيه فننصحك بطاعتهم ولعل الله أن ييسر لك غيرها ببركة طاعتك لوالديك، أما إذا كان السبب هو تدينها أو فقرها فلا يلزمك طاعتهم.