دفاعاً عن الصحابة - عائض بن عبد الله القرني
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
دعْ عنكَ لوميَ يا حسودُ وأبعدِ *** فأنا على نهجِ النَّبيّ محمَّدِقضّيتُ في علمِ الرسولِ شبيبتي *** ونهلتُ بالتوحيدِ أعذبَ مَوردِ
تابعتُ أصحابَ الحديثِ كأحمدٍ *** وكمالكٍ ومسدَّدِ بنِ مُسَرْهَدِ
وبَرِئتُ من أهلِ الضلالِ وحِزْبِهم *** أو رأيِ زنديقٍ وآخرَ مُلْحدِ
ونبذتُ رأيَ الجَهْمِ نبذَ مُسافرٍ *** لِحذائهِ والجعدِ عصبةَ مَعْبَدِ
لا للخوارجِ لستُ من أتباعِهم *** هلْ أرتضي نهجَ الغويِّ المُفسدِ
والمرجئون نفضْتُ كفيَ منهمو *** والصقرُ لا يأوي لبيتِ الهُدْهدِ
والسّبَّ أخلعُهُ وأخلعُ أهلَه *** همْ أغضبوا بالسبِّ كلَّ موحِّدِ
كُتبُ ابن تيمية ٍ حسوْتُ علومَها *** ونسختُها في القلب ِ فِعْل الأمجدِ
ومع المجدِّدِ قدْ ركبتُ مطيَّتي *** من نجدَ أشرقَ مثلَ نُورِ الفَرْقدِ
لا تسمعنَّ لحاسدي في قولِه *** واللهِ ما صَدَقوا أيَصدُقُ حُسَّدي؟
واللهِ لو كرِهتْ يدي أسلافَنا *** لقطعتُها ولقُلتُ سُحقاً يا يدي
أو أن قلبي لا يُحبُّ محمداً *** أحرقتُهُ بالنَّار لم أتردّدِ
فأنا معَ الأسلافِ أقفو نهجهم *** وعلى الكِتاب عَقِيدتي وتَعبُّدي
فعلى الرسولِ وآلِه وصِحابه *** منّي السلام بكلِّ حُبٍّ مسْعدِ
هم صفوة الأقوام فاعرف قدرهم *** وعلى هداهم يا موفق فاهتدِ
واحفظْ وصيةَ أحمدٍ في صَحْبه *** واقطعْ لأجْلِهمُو لسانَ المُفْسدِ
عِرضي لعِرضهمُ الفداءُ وإنَّهم *** أزكى وأطْهرُ منْ غَمامٍ أبردِ
فالله زكّاهمْ وشرّفَ قدْرَهمْ *** وأحلّهمْ بالدِّينِ أعلى مقْعَدِ
شهِدوا نزولَ الوحيِ بلْ كانوا لهُ *** نِعْمَ الحُماةُ منَ البَغيضِ المُلْحدِ
بذلوا النفوسَ وأرْخصوا أموالَهم *** في نُصرةِ الإسلامِ دون تردُّدِ
ما سبهم إلا حقيرٌ تافهٌ *** نذْلٌ يشوِّهُهم بحقدٍ أسْودِ
لَغبارُ أقدامِ الصحابة ِ في الرَّدى *** أغْلى وأعْلى من جبينِ الأبْعَدِ
ما نالَ أصحابَ الرسولِ سوى امرئٍ *** تمّت خسارته لسوءِ المَقْصِدِ
همْ كالعُيونِ ومسُّها إتلافها *** إيَّاك أن تُدمي العيونَ بمرْودِ
مَنْ غيرُهم شهِد المَشاهِدَ كلَّها؟ *** بلْ مَنْ يُشابِههم بحُسنِ تعبُّدِ
ويلٌ لمنْ كانَ الصحابةُ خَصمه *** والحاكمُ الجبارُ يومَ المَوعِدِ
كلُّ الصحابةِ عادلونَ وليسَ في *** أعراضِهم ثَلبٌ لكلِّ مُعرْبدِ
أنَسيتَ؟ قدْ رضيَ الإلهُ عليهمو *** في توبةٍ وعلى الشهادة ِ فاشْهدِ
فإذا سمعتَ بأنَّ مخذولاً غدا *** في ثلبهم فاقطعْ نِياطَ المُعتدي
حبُّ الصحابةِ واجبٌ في دينِنا *** همْ خيرُ قرنٍ في الزّمانِ الأحمَدِ
ونَكفُّ عن أخطائِهم ونعدُّها *** أجراً لمجتهدٍ أتى في المُسندِ
ونَصونُهم منْ حاقدٍ ونَحوطُهم *** بثنائِنا في كلِّ جمعٍ أحشدِ
قدْ جاءَ في نَصِّ الحديثِ مُصحَّحاً *** اللهَ في صَحبي وصيةَ أحمدِ
فبِحبِّهم حبُّ الرسولِ محققٌ *** فاحذرْ تَنَقُّصَهم وعنْهُ فأبْعدِ
همْ أعمقُ الأقوامِ علماً نافعاً *** وأقلُّهمْ في كُلْفةٍ وتَشَدُّدِ
وأبرُّهمْ سعْياً وأعظمُهم هُدىً *** وأجلُّهمْ قدْراً بأمسٍ أو غدِ
وأسدُّهم رأياً وأفضلُهم تُقىً *** طولَ المَدى منْ مُنْتهٍ أو مُبتدِ
قولُ ابنِ مسعودِ الصحابيّ ثابتٌ *** في فضلِهم وإذا رَويت فأسْنِدِ
وعلامةُ السُّنّي كثرةُ ذكْرهمْ *** بالفضلِ إنّ الفضلَ تاجُ مُسوَّد
ثمَّ الدعاء ُ لهم وبثُّ علومِهم *** وسلوكُ منهجِهم برغْم الحُسدِ
وبراءةٌ من مُبغضيهم دائماً *** والكرهُ للضُلاّل والرأيِ الرّديِ
ووجوبُ نُصرتِهم على أعدائِهم *** من حاسدٍ خاوي الضمير مفنِّدِ
يا لائمي في حُبِّ صحبِ محمدٍ *** تبّتْ يداكَ وخِبتَ يومَ المَوْعِدِ
نحنُ الفِداءُ لهمْ وليتَ فداؤُنا *** أعداءَهم خيرَ البرية نفتدي
طهّرْ لسانَك من تنقُّصهم ولا *** تسمعْ لنذْلٍ للغُواةِ مقلدِ
واذهبْ مع الأسلافِ في توقيرِهم *** لصحابةٍ والزمْ هُداهم تسعدِ
واركبْ سفينةَ نوحَ تنجُ من الردى *** فالسُّنّةُ الغرَّاءُ حصنُ موحدِ
هوَ مذهبُ الأخيارِ كابنِ مسيبٍ *** وكمالكٍ والشافعيِّ وأحمدِ
ولابنِ تيميةٍ كلامٌ صادقٌ *** في سِفره المنهاجِ في حربِ الردي
من سبَّهم فالفيءُ عنهُ محرَّمٌ *** بلْ ليسَ من أتباعِهم هوَ معتدِ
واقرأ كلاماً في الإصابةِ رائعاً *** وكذا ابنُ عبدِ البَرِّ إذْ يَشفي الصّدي
أنصتْ إلى الذهبيِّ في أخبارِه *** عن فضلِهم وكذا المُحبِّ وأوردِ
لابنِ الكثيرِ فإنه ذو سُنّة *** وعليهِ من نورٍ كلامُ مسدّدِ
في لمعةٍ والواسطيةُ نهجُنا *** فعلى قواعدِها بنانَك فاعقدِ
رتبْ منازلَهم على ما جاءَ في *** تفضيلِهم واحذرْ كلامَ مردِّدِ
فالراشدونَ أجلُّهم قدْراً على *** ترتيبِهم بخلافةٍ وتسيُّدِ
ومبشّرونَ بجنةٍ فضّلْهمو *** وكمنْ أتى بدرًا بحُسْنِ المَشْهدِ
ولِبيعةُ الرِّضْوانِ فضلٌ زائد *** ولأهلِ بيتِ المصطفى خيرُ الندي
يا ربِّ أنقذْ صحبه من ظالمٍ *** من يُنجدِ المظلومَ إنْ لم تُنجدِ
فاللهُ يجمعُنا بهمْ في جنَّةٍ *** في مَقعدٍ عندَ المليكِ مخلَّدِ