عنوان الفتوى : الاستهزاء بالإسلام ردة صريحة
1.أريد منكم جزاكم الله خيرا أن تساعدوني في إقناع أهلي بوحوب الصلاة في المسجد (الصلوات المفروضة) وذلك بتقديم الدليل على ذلك من الكتاب والسنة. 2.وأريد منكم يا أهل الذكر ويا أهل الدعوة إلى الله تعالى طريقة ميسرة أتعامل بها مع أختي التي تبلغ من العمر 30 سنة والتي صلت إلا قليلا، وهي الآن تاركة للصلاة، وحين أنصحها أو يجمعني معها حديث أو حوار ذو سمات إسلامية تثور وتقول: (نعود مرة أخرى إلى الإسلام وقول الله والرسول) وتغضب كثيرا وتقول غاضبة: (أنا اريد جهنم، أريد جهنم) اللهم قها عذاب جهنم التي ترغبها، فإني أراها من الجاهلين، المعرضين عن ذكر الله، بصراحة إن مرت في قنوات التلفاز على قنوات بها قرآن كريم مرت مسرعة، ومتباطئة وفرحة عند قنوات الأغاني المحرمة وما بها من فحش ومنكر والعياذ بالله.. وحين أستمع أنا إلى القرآن تراها ترسم على وجهها سمات الاستهزاء والسخرية، وأما إذا كنت أستمع إلى محاضرات أهل الذكر تراها تقول أغلق الصوت ودعنا من هؤلاء.. لم أجد حلا عمليا أطبقه معها، أنا أخوها وعمري 23 سنة... ساعدوني أرجوكم..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة الجماعة، والجمهور على عدم وجوبها، وأكثر القائلين بوجوبها قالوا لا يجب أن تكون صلاة الجماعة في المسجد، بل تجزئ في غيره، ولكن المفتى به عندنا والمرجح هو وجوبها في المسجد، وقد ذكرنا أدلة ترجيح هذا القول في الفتوى رقم: 5153، فارجع إليها.
وأما أختك المذكورة فقد ظهر من كلامها وتصرفها أنها لا ترضى الإسلام ولا تقبله بل تسخر منه وتستهزئ به وهذه ردة والعياذ بالله، فقولها: نعود مرة أخرى إلى الإسلام وقول الله والرسول، ووصفك لها حين سماعك للقرآن بأنك تراها ترسم على وجهها سمات الاستهزاء والسخرية، وهذا ردة صريحة لأن الله يقول: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: 65-66}
والواجب عليك دعوتها إلى الله عز وجل بالرفق والحكمة، وأن تبين لها أن ما صدر منها يعتبر ردة عن الإسلام، وأن الردة أعظم من الكفر الأصلي وأن صاحبها مخلد في النار، وأن الدنيا وشهواتها زائلة والحياة الحقيقية هي حياة الآخرة إما في نعيم وإما في جحيم أبد الآبدين، وتحاول أن تسلط عليها من يستطيع التأثير عليها فإن رجعت إلى الإسلام فهو المطلوب وإلا فلست عليها بوكيل، وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص 56} فالهداية الحقيقية بيد الله وما عليك إلا هداية الدلالة والإرشاد والتذكير، نسأل الله جل وعلا أن يمن على أختك بالتوبة النصوح.
والله أعلم.