السودان: حرب الإجهاد
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
تُمثِّل الدول العربية الاثنتان والعشرون عُشْر مساحة اليابسة للكرة الأرضية 10%، ويعيش فيها مجموع بشري يبلغ نصف مليار نسمة تقريبًا، وأغلبهم يتحدّثون لغة واحدة، لهم الدِّين نفسه، والثقافة والتاريخ المشترك. يُمثِّل موقعهم قلب العالم، ويحتضنون أهم المضائق البحرية، وتختزنُ أراضيهم ثروات طبيعية، وموارد زراعية، يسيل لها لعابُ القوى العالمية.
ومع ذلك فهذه البلاد مُقسَّمة على دول عدَّة للتناحر أقرب منها للتوافق، وللفشل أسرع منها للنجاح.
ولم يُكتفِ بهذا الوضع المزري، حتى تناول الإعلام مصطلحات: الفوضى الخلاقة، خارطة برنارد لويس، حدود الدم لرالف بيترز، في خطط لم تَبقَ سرًّا، فلم يخجل دهاقنتها من أن يعلنوها، ويتبعها عمل دؤوب لا ينتهي، وهي خطط اختلفت في طرقها، واتفقت في إنهاك الدول العربية وإضعافها، وما يتبعه من ظهور دول فاشلة، أو هشَّة، يسهل تفتيتها.
فالصومال، ثم العراق، وليبيا واليمن وسوريا، وما يحدث في السودان لا يخرج عن هذا السياق، مهما بدا الصراعُ داخليًّا، فمُحرّكاته ودوافعه ومغذياته خارجية أجنبية عدوَّة للسودان وأهله ودينه، ويتعدَّى أثره السودان إلى المنطقة، وما يتبعه من إضعاف الأمة الإسلامية.
لذا وجب على العقلاء في السودان وَأْد الفتنة ، وإعلاء مصلحة السودان، وأن يَمتثلوا وصية نبينا صلى الله عليه وسلم: «تَطاوَعا ولا تَختلِفا»؛ أي: ليُطِع بعضكم بعضًا، ولا تختلفوا؛ لأن الاختلاف شر.
وقَى الله أهلنا في السودان وعموم بلاد المسلمين الفتنة، وجمَع كلمتهم على أصلحهم لأمر دينهم ودنياهم.