وقفات مع تربية الأبناء والأجهزة الإلكترونية - خالد بن إبراهيم الصقعبي
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
بالأمس تخبرني إحدى الأمهات أن ابنتها ذات الخمسة عشر عامًا قد هربت من المنزل لرفض أهلها إعطائها جوالًا. واليوم تشكو لي إحدى الأمهات أن ابنتها ذات الثلاثة عشر عامًا وجدت في جوالها قروبات لا حصر لها لشباب وفتيات أكبر منها وغالبهم يحاول إفسادها.
يا جماعة ماذا يحصل لأولادنا وبناتنا الصغار ﻻ أقول شبابنا من الجنسين بل أطفالنا! حينما نجعل السبب هو إهمال الوالدين فقط فنحن ندفن جزءًا كبيرًا من المشكلة؛ هناك من لا يهمل أولاده ومع ذلك يقع أولاده في كثير من التجاوزات.
طيب عرفنا أن المشكلة في ضغط المجتمع والصديقات ووجود وسائل التواصل هل نقف بعدها مكتوفي الأيدي؟ مشكلتنا أننا لا نملك شجاعة اتخاذ القرار؛ بنت عمرها 13 سنة ما حاجتها لجوال فيه شريحة
(ما هنا إلا العافية) ما ضيع عيالنا غير هذه العبارة؟ العافية تريد جهد وتربية.
من السذاجة أن نمكن لأطفالنا هذه الأجهزة ثم نلقي اللوم عليهم! (يا جماعة خبرتهم لا تسعفهم للتمييز، ويحتاجون توجيه ومتابعة بل ومراقبة).
(كل الأولاد معهم أجهزة) بالله عليكم هل هذه قاعدة تربوية مستساغة؟!
سأوجعكم وسامحوني: ما هو السبب الذي جعل ذلك الشباب يتحسس مواضع عورة والدته؟! أقسم بالله لقد قالت لي إحدى الأمهات ذلك.
أتدرون ما هو السبب؟ السبب أنها وجدت في جواله مقاطع كثيرة لزنا المحارم وهذا ما قلته لها قالت فعلًا وجدت مقاطع لا تحصى من هذا النوع؛ فأراد أن يطبق ما شاهده على أرض الواقع.
لا تمنحوا صغاركم جوالات دعوهم يبكون قبل أن تبكوا على أطلال أخلاقهم! أقولها بثقة: واقع أولادنا مع الأجهزة لا يحتاج إلى (فلسفة)؛ بل يحتاج إلى حزم ومتابعة.
ما تبنونه أيها الأولياء في سنوات من جهد في تربية أولادكم يهدمه متربص بصورة واحدة خالعة.
هذه هي الحقيقة التي نحاول الهروب منها.
ذات الثلاثة عشر عامًا تقول لي والدتها يتم إضافتها في قروبات لا تعرف من يقف خلفها، والنتيجة وقوعها في محادثات مريبة كثيرة جدًا.
إن كنا لا نخاف من أولادنا لحسن تربيتنا لهم فواقع الحال يوجب علينا أن نخاف عليهم ممن يتربص بهم الدوائر من خلال وسائل التواصل.
لقد تعدى الأمر إفساد أخلاق أولادنا إلى إفساد أفكارهم ومعتقداتهم.
وما هذه الشبهات التي ما كنا نسمع بها إلا جزء من تأثير هذه الأجهزة.
من السهل جدًا أن نتهم المصلحين والمستشارين بالتهويل والمبالغة؛ لكن صدقوني بعدها كلنا سندفع الثمن.
إن خرج الأمر عن السيطرة،
فلا بد من تنبيههم قبل إعطائهم هذه الأجهزة وقبل استخدامها.
من العلاج كذلك لا بد أن يملك الوالدن ثقافة خاصية البرامج قبل السماح لأولادهم بتحميلها فجهل الآباء والأمهات بطبيعة هذه البرامج جزء من المشكلة.
لا بد كذلك من غرس مراقبة الله تعالى في نفوس أولادنا وبناتنا، ولا بد كذلك من المتابعة والتوجيه بين فترة وأخرى وإن اقتضى الأمر المراقبة وجب ذلك.
حال وقوع أحد الأبناء في خطأ لا بد أن تكون ردة الفعل متوازنة فبعض الأبناء يدخل في بعض المواقع ومع ذلك تأتي ردة الفعل باردة جدًا.
تقنين وقت استخدام الأولاد للأجهزة نافع؛ لكنه ليس بعلاج حاسم فقد يضيع الأبناء بلحظة واحدة لذا نحتاج مع ذلك للتوجيه.
من الحلول كذلك وهو أنجحها الدعاء للأولاد بالصلاح مع تحري أوقات الإجابة!
من الحلول كذلك عدم السماح للأولاد بوضع أرقام سرية للأجهزة أو يكون للوالدين معرفة بالرقم السري إن وضعه.
كم في الزوايا من خبايا وكم في البيوت من قصص موجعة.
والسبب: وسائل التقنية والبعض ما يزال يتخذ الفلسفة علاجًا لهذه المشكلة.
أصلح الله لنا ولكم النية والذرية.