عنوان الفتوى : طاعة الوالد مقدمة على الزواج من شخص بعينه
أبلغ من العمر 31 عاما غير متزوجة أحببت شابا من نفس عمري ونعيش في أمريكا لكن المشكلة أنه كان يتعاطى المخدرات من قبل أن يعرفني ولم أكن أعرف ذلك من قبل وبسبب تعاطيه المخدرات كان له كثير من العلاقات الخاطئة بفتيات أخريات ثم هرب من أمريكا إلى كندا حين عرف أن البوليس يبحث عنه لأن إحدى الفتيات كانت تحت 18 عاما وهنا يعتبر ذلك ضد القانون في كندا قبض عليه وأدخل السجن لمدة عامين قبل أن يفرج عنه بكفالة ولكن الجيد في الموضوع أنه تاب إلى ربه توبة نصوحا وتخلص من علة المخدرات وأصبح يصلي جميع الفروض والحمد لله ويخاف الله وبعد أن خرج بدأ في تكوين شركة خاصة به والحمد لله هو ناجح جدا في عمله مر على ذلك الآن سنتان وهو في نجاح مستمر ومداوم على صلاته ومخافة الله وقد سامحته في نفسي على ما فعل بالسابق والآن يريد أن يتزوج بي غير إن إخوتي معارضون لذلك الزواج بحجة أنه شاب فاسد ويقول إخوتي أنه من الجنس الثالث والله أعلم أنه ليس كما يقولون لقد تاب إلى الله وهو الآن شخص آخر لا يمت للماضي بأية صلة كما أنه لا يحب الحديث عنه لأنه لا يريد أن يتذكر كل ما كان يفعله وأنا أحبه وإخوتي يعارضون الزواج وقد أثروا على والدي وجعلوه ينضم إليهم بعد أن كان قد وافق وأنا الآن لا أعلم ماذا أفعل أحس إن إخوتي ظلموني واتفقوا علي لأسباب شخصية منها أنه في مجال عمله يعتبر منافسا لهم خاصة وأنه كان يعمل لحسابهم في السابق علما بأنه لا يحاول من قريب أو بعيد المس بهم أو بعملهم ولا يكن لهم إلا كل احترام ومحبة حتى مع عدم موافقتهم بإتمام الزواج وأحس بأنني ضائعة لأن إخوتي يقولون إن زواجي به يعتبر ضد شرائع ديننا الحنيف وأنا لا أوافقهم الرأي فأشيروا علي وساعدوني يرحمكم الله. علما بأن قضيته لم تنته بعد ولكن المحامي يقول إن في هذا النوع من القضايا لأنه في بلد آخر كلما مر زمن أطول عليها كلما كان ذلك من الأفضل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن طاعة الوالد واجبة في المعروف، وطاعته مقدمة على الزواج بشخص معين، كما في الفتوى رقم: 6563.
وأن الزواج بدونه باطل، لأنه لا نكاح إلا بولي كما في الفتوى رقم: 5916.
ولا شك أن الوالد حريص على مصلحتك، ورفضه لهذا الشاب نابع من هذا الحرص، ذلك أن نظرته أبعد من نظرتك، فإنك تنظرين لهذا الشاب بعاطفتك وحبك له، والوالد ينظر إليه بعقله ومعرفته به، فننصح الأخت بطاعة والدها، ولا بأس إن رأت الأخت صحة نظرتها لهذا الشاب، وخطأ نظرة والدها وإخوانها له أن تحاول إقناعهم، وتستعين بمن له تأثير عليهم للموافقة على هذا الشاب دون عصيان والدها .
وأما مسألة الشاب وما له من سوابق في المعصية والجريمة، فإن التوبة تجب ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ولا يجوز أن يحكم على الشخص بحسب ماض قد تاب منه، وننبه الأخت السائلة إلى أن العلاقة قبل الزواج مع الشاب لا تجوز بدعوى الحب ونحو ذلك، وقولنا في مطلع الجواب بلزوم طاعة الوالد في عدم الزواج بشخص معين نعني به ما لم يتكرر من الوالد الرفض لكل من يأتي لخطبتها، فإذا حصل منه ذلك اعتبر عاضلاً، وفي حالة عضل الولي للفتاة عن الزواج فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي أو من ينوب عنه من المراكز الإسلامية ليقوم بتزويجها، وتراجع الفتوى رقم: 7759.
نسأل الله عز وجل أن يصلح حال الأخت وأن يرزقها الزوج الصالح والذرية الطيبة إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.