عنوان الفتوى : الحكمة من زيارة القبور
أرجو الإفادة في كلام الأخ التالي.(أنا ممن يذهبون لزيارة القبور لا للتبرك والعياذ بالله ولكن من أجل تذكر أيام الذين مضوا والذين نحن بهم لاحقون عاجلا أم آجلا ، وللحق فأنا عادة أمسك بالقبر لا تبركا ولكن من الحنين لمن هم في القبور وخاصة الشهداء وأشعر بداخلي أنهم سيحسون بي بإذن الله خاصة الشهداء وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وأومن أنهم يسمعون سلامي ويردون علي السلام وللحقيقه فأنا دائما أدعو وأنا أذكرهم أن يجعلني الله ممن يشفعون بهم بإذن الله – إن كنت قد استحققت النار والعياذ بالله لأن المسلم بحق يعلم أن دخوله الجنة لا يكون بعمل ولا بمنة بل هو بفضل الله تعالى - خاصة ونحن نعلم أن الشهيد يشفع لسبعين من أهله ممن استحقوا الدخول إلى النار ... طبعا هذه بإذن الله وحده وليست من باب التبرك أزورهم لأقرأ لهم الفاتحة وما تيسر من آي الله ، وأدعو الله إن كانت خاتمتي بالنار والعياذ بالله أن يدخلني الجنه برحمته ، وأدعو الله أن يجعلهم يشفعون لي إذا كنت ممن استحق النار ، ولست أقول يا الله ببركة فلان ( الذي هو شهيدوبشفاعته أدخلني الجنة ) ولكن أقول ، يا رب إن كنت قد استحققت النار فأدخلني الجنة برحمتك ، وأسألك يا رب العالمين أن تشفع في رسول الله بإذنك يا كريم ، وإن منحت ( فلان ) أن يشفع عندك لسبعين من أهله فشفعه فينا يا رب العالمين...هذا دعائي فأرجو أن توضح لي إن كان به خطأ . ورحم الله امرءا دلني على خللي وانحرافي ...))جزاكم الله عنا خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن زيارة القبور تشرع لما فيها من تذكر الموت والآخرة والاعتبار والاتعاظ بحال من سبق والسلام على المؤمنين والدعاء لهم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور أهل البقيع ويقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، اسأل الله لنا ولكم العافية. رواه مسلم. وقد ندب النبي صلى الله عليه وسل لزيارتها وعلل ذلك بتذكيرها الآخرة كما في الحديث: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وأما طلب شفاعتهم من الله تعالى فإنه جائز، وكذا طلب شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قدمنا في الفتوى رقم: 53499. وعلى العبد أن يحرص على تقوية إيمانه ما دام حيا، ويسأل الله أن يحسن خاتمته ويحمل نفسه على القيام بالأعمال الصالحة والدوام عليها لعله يختم حياته بعمل صالح، وعليه أن يبتعد عما يوجب النار من الأعمال السيئة، ويتوب مما قارفه منها سابقا، ويكثر من الأعمال المكفرة للذنوب. وراجع في المزيد فيما تقدم، وفي مسألة سماع الموتى لكلام من يزورهم وقراءة القرآن لهم الفتاوى التالية أرقامها: 6317 ، 6746 ،32689 ، 37813 ، 54731 ، 55045 .
والله أعلم.