عنوان الفتوى : حكم عدم زيارة الميت القريب بانتظام لعدم معرفة مكان قبره تحديدا
توفى الله ابنتي الرضيعة ذات العام ونصف منذ ما يقرب من عام، وخلال هذا العام لم أزر قبرها سوى مرة واحدة، وما منعني إلا أنني لم أعلّم قبرها، وحينما أذهب لا أعرف مكانه تحديدا، فهل يسوء ابنتي أو يحزنها أنني لا أزور قبرها بانتظام؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسائل المتعلقة بالميت وأحواله في قبره وما يسره ويحزنه ونحو ذلك تعتبر من الغيب الذي لا يعلم إلا بالدليل الصريح من الكتاب والسنة، وقد وردت أدلة تدل على أن الموتى يسمعون كلام الأحياء ويستأنسون بهم، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الميت: إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا.
وكذلك خطابه صلى الله عليه وسلم لقتلى المشركين في قليب بدر، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وإنما يخاطب من يسمع، وروى ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. اهـ.
وأما عدم تحديد مكان القبر: فلا يضر، لأن أهم ما يطلب في الزيارة هو الاتعاظ والدعاء للميت، وهذا يمكن حصوله بزيارة المقبرة وبالدعاء للبنت وغيرها، هذا ولا يلزم زيارة البنت بانتظام، ولكن زيارة القبور مرغب فيها، فإن كان لا يشق عليك، فحاول زيارتها حسبما يتيسر لك كل شهر أو كل أسبوع أو أكثر أو أقل.
والله أعلم.