عنوان الفتوى : السلام على الأموات سراً أم جهراً؟
عند المرور بالمقابر أقوم بالسلام على الأموات وأنا داخل السيارة بهمس أو في السر هل ذلك مجزىء أم لا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأحاديث الواردة في سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأموات جاءت بصيغة خطاب الحاضر السامع ، وبلفظ السلام على الأحياء ، مما يدل على أن السلام عليهم يكون بصوت مسموع ، ولهذا فقد استدل من يرى من العلماء أن الموتى يسمعون بسلامه صلى الله عليه وسلم عليهم بنحو ما تقدم ، يضاف إلى ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما وهو أن رسول الله صلى عليه وسلم مر بقبور المدنية
فقال "السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم" أخرجه الترمذي ، وقال حسن غريب. فظاهر الحديث أن سلامه صلى الله عليه وسلم على القبور كان بصوت مسموع وإذا كان السلام على الأموات بلفظ السلام على الأحياء ، وكان ظاهر حديث ابن عباس يدل على أنه بصوت مسموع كما قدمنا - فإن السنة في ذلك أن يكون السلام عليهم بصوت مسموع. وأما كون السلام عليهم سرا مجزئاً أو غير مجزئ فالظاهر - والله أعلم - أن المجزئ من ذلك هو القدر المجزئ في السلام على الأحياء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب الأموات كما خاطب الأحياء ، وأخبر أنهم في السمع سواء ، فقال عن قتلى بدر في حديث ابن عمرالمتفق عليه :" ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون " ومن المعلوم أن المجزئ في سلام الحي أن يرفع الصوت به بحيث يسمعه فيرد عليه ، وليكن كذلك السلام على الميت ، إن امتنع منه الرد. فإن قيل أن قتلى بدر - وما جرى مجرى هذه الحادثة - حالة خاصة فيتجه أن يكون السلام على الأموات سراً مجزئاً، ويكون جهره صلى الله عليه وسلم بالسلام عليهم من باب التعليم، أو أنه الأكمل في صفة السلام عليهم.والله أعلم.