عنوان الفتوى : السنة أن يستخير الشخص بنفسه
أنا من رواد شبكتكم منذ زمن وأتابعها أولا بأول وشاكرا لجهودكم الجبارة . هو سؤال خاص أرجو منكم الإجابة عليه لأنه سوف يحدد مصير حياتي كلياً أنا طالب فلسطيني أعيش في فلسطين لم أتوفق في جامعتي بسبب الأوضاع الراهنه, قمت بجمع معلومات كافية عن جامعات مصرية واخترت واحدة لكي أدرس بها, صليت صلاه الاستخارة أول مرة وثاني مرة وثالث مرة وفي كل مرة أرى نفس الرؤيا (أني في مصر وأدرس بها وأعيش حياة كريمة) لكن أمي طلبت من إحدى الشيخات النساء أن تصلي لي صلاة استخارة فرأت ما لا يطمئن في صلاتها ثم ذهبت أمي لشيخ وسألته (هل يسافر ليتعلم) علما أن الناس تقول (إن ربنا فاتح عليه وبيشوف الغيب) قال لها لا من دون أن يسألها سؤالا واحدا وهي حاليا لا تريدني أن أسافر لكي أدرس (علما أني وحيد أهلي من الذكور) فأريد منكم حكم من يذهب لشيخ ويسأله هكذا؟ وحكم الشيخ الذي يجيب منه لنفسه بدلا أن يقول لي صل صلاة الاستخارة؟ وحكم من يذهب لشيخة ويطلب منها أن تصلي لابنه صلاة استخارة؟ وأيضا هل أسافر بما أني رأيت 3 رؤى بعد صلاة الاستخارة تطمئن؟ علما أن سفري سوف يكلف عائلتي مالا أكثر من بقائي هنا بقليل (فهل الرؤيا التي أراها خاطئة أم أن الله يريدني أن أذهب إلى مصر وأدرس لحكمة معينة) ملاحظة : علما أن الجامعه التي كنت أدرس بها هنا لا أستطيع الالتحاق بها مرة أخرى وأنه لا يوجد مكان آخر بديل أدرس به إلا في مصر والدول العربية .. بمعنى (إن لم أستطع السفر للدراسة سوف لا أحصل على شهادة جامعية) وشكرا على الإجابة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السنة أن يقوم المسلم بصلاة الاستخارة بنفسه ولا ينيب أحداً أو يوكله بذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة... الحديث. رواه البخاري ومسلم.
ولمزيد من التفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6405.
وأما ذهاب أمك إلى الشيخ المذكور فخطأ لا يجوز لها لأن هذا الشيخ حسبما يفهم من السؤال أنه عراف يدعي معرفة علم الغيب أو يدعي له، فإن كان الأمر كذلك فلا يجوز لكم إتيان هذا النوع من الناس أو استشارته، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أصحاب السنن.
أما إذا كان صاحب علم وعقل وخبرة وتجربة فلا مانع من استشارته والأخذ برأيه، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية: 34147، 38256، 41084.
والذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى وعدم السفر إلا بإذن أبويك، ففي الصحيحين وغيرهما أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد مبتغياً الأجر في ذلك عند الله تعالى، فقال له: هل لك من والديك أحد حي؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: وتبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، فارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما.
ويتأكد الأمر بالنسبة للوالدة.
وبإمكانك أن تحاول إقناعها بالسماح لك بالسفر وتستعين على ذلك بإخوانك وأقاربك، كما ننصحك بصلاة الاستخارة مرة أخرى، نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويرشدك للخير.
والله أعلم.