عنوان الفتوى : حكم استشارة المشايخ في أمر الزواج
بسم الله الرحمن الرحيم لو سمحت ما حكم الذين يأخذون بآراء الشيوخ فيما يخص الزواج وإذا قال الشيخ لا يكون لازما الرفض وإذا قال الموضوع موفق فيكون القبول، هل هذا حرام أني أسأل شيخا هل كذا نصيبي أم لا وإذا كان ليس نصيبي ما اسم الذي يكون من نصيبي؟ الرجاء أن تخبرني لأن مع الأسف البعض يأخذ بتلك الآراء وإني استحرم ذلك .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كانت السائلة الكرية تعني أن بعض الناس يستشير المشايخ وأهل الدين والرأي والمعرفة بالناس وأحوالهم في أمر زواجه أو تزويجه لبنته من فلان مثلا، ثم يأخذ برأي هذا المستشار، فهذا شيء لا بأس به، بل السنة أن يستشير المسلم ويستخير الله تعالى. وأما إن كان قصدها ما يفعله بعض الجهلة من الذهاب إلى الكهان والعرافين الذين يدعون معرفة الغيب بناء على دجلهم وأوهامهم، فهذا لا يجوز، وهو من أكبر الكبائر وأعظم المنكرات، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوما. رواه مسلم وفي رواية لأصحاب السنن: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. لأن مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله" وهؤلاء يدعون معرفة الغيب، وكذبوا. والحاصل أنه لا مانع شرعا، بل من السنة أن يستشير المسلم من يثق فيه من أهل الرأي والعلم.. وأنه لا يجوز له الذهاب إلى العرافين والكهان والدجالين واستشارتهم وتصديقهم. والله أعلم.