عنوان الفتوى : عدم موافقة الوالد على زواج ابنه
أنا شاب عمري 24 عاما خريج جامعي وموظف, وأرغب في أن أعف نفسي وأكمل ديني بالنكاح من بنت أول شروطي فيها أن تكون ذات دين وخلق قبل كل شيء, ولكن العائق أمامي هو الظروف الاقتصادية حيث إن أسرتي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة فالوالد لا يعمل، عندما عبرت لأبي عن رغبتي في الزواج قال لي: هذا موضوع سهل وممكن تحقيقه في أي وقت حال توفر التكاليف, وقال لي لا تفكر في الموضوع حاليا مطلقاً إلى إن يشاء الله (ونعم بالله)، المهم أنني فهمت من أبي أن موضوع الزواج موضوع تافه ولا يستاهل التفكير وهو أمر كمالي وليس أساسيا, مع العلم بأن والدي متدين ومثقف وواع وذو خبرة في الحياة بشكل كبير جدا، أفيدوني أفادكم الله كيف أتصرف مع والدي دون أن أغضبه, أو أطلب منكم تقديم نصيحة لوالدي في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن بر الوالدين من أوجب الواجبات وآكد القربات وذلك للأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الآمرة بذلك، وعليه فإن استطعت الجمع بين بر أبيك وتحقيق رغبتك في الزواج فهذا أمر طيب.
وإن تعذر الجمع نظرت في حالك فإن كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام إذا تركت الزواج فالواجب تقديم الزواج على طاعة الأب، وذلك لأن العلماء نصوا على أن الزواج قد يتحتم عند الخشية من الزنا مع القدرة على الإنفاق على الزوجة، قال القرطبي رحمه الله تعالى: المستطيع الذي يخاف على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزويج لا يختلف في وجوب التزويج عليه. وطاعة الوالدين مشروطة بموافقة الشرع فإن خالفته فلا طاعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وفي الحديث: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.
أما إن كنت لا تخشى من الوقوع في محرم وكان الوالد لا يوافق عليه في مثل ظروفك الحالية فإن استطعت إقناع أبيك بالموافقة على الزواج فذلك حسن وإلا فأطعه، هذا وننصح أباك بأن يتقي الله تعالى فيك، وألا يكون عائقاً لك دون هذا الأمر الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم أمثالك عليه بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج... متفق عليه، والباءة القدرة على الجماع ومؤنة النكاح.
والله أعلم.