عنوان الفتوى : التدرج في الإصلاح قبل طلب الطلاق
إنسانة محبطة من تعامل زوجي معي لدرجة أني أتمنى بعض الأحيان الموت أو الطلاق أو أي شيء يبعدني عنه لا أعرف ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتضح لنا من السؤال كيفية تعامل زوجك معك مما جعلك لا تطيقين العشرة معه، لكن إن كان ذلك بسبب تقصيره في حقك أو سوء خلقه في التعامل معك، فإننا ننصحك أولا بالصبر ومعالجة الأمر برفق ولين، وتحمل أخطاء زوجك قدر استطاعتك واحتساب أجر ذلك عند الله تعالى، واعلمي أختي الكريمة أن صبرك على زوجك فيه من الأجر ما لا يعلمه إلا الله؛ لقوله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10} كما ننصحك بأن تقابلي إساءته إليك بالإحسان إليه، فإن لذلك أثر عظيم في علاج الخلافات، فقد قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34} وننصحك أيضا بتجنب ما يثير غضبه عليك.
وعليك بالإكثار من الدعاء بأن يهدي الله زوجك ويحسن خلقه، فإن لم يؤد ذلك إلى حل ما بينكما من مشكلات فاستعيني على نصحه بمن له تأثير عليه من أهل الخير والصلاح، فإن لم يؤد ذلك أيضا إلى إنهاء ما بينكما من شقاق فيجوز لك حينئذ طلب الطلاق، لأن طلب الطلاق المنهي عنه هو ما كان لغير سبب معتبر، فقد روى أصحاب السنن إلا النسائي وصححه الألباني من حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
واعلمي أختي الكريمة أنه لا يجوز للمسلم أن يتمنى الموت لضر حل به، ففي الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي.
نسأل الله أن يفرج همك وهم جميع المسلمين.
والله أعلم.