عنوان الفتوى : مارية القبطية هي أم ولد رسول الله عليه وسلم
قبطي أحرج خليجيا في الانترنت، قال القبطي إن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم زنى بمريم وأراد إخفاء الحدث واستدل بحديث يقول إن سنده فيه ست رواة واستدل بآية في القرآن أيضا ;كيف نرد عليه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ألجأ النصارى للطعن في نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم هو محاولة زعزعة المسلمين عن دينهم، وصرف الناس عن الخلل الموجود في كتابهم المحرف، وللرد على الشبهة نقول: إن هذا القول من الكذب والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمارية القبطية هي أم ولد رسول الله عليه وسلم أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية مع حاطب بن أبي بلتعة سنة سبع من الهجرة، وأسلمت على يده قبل وصولها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يستمتع بها بملك اليمين. قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {المؤمنون:5ـ6}.
والاستمتاع بالمجامعة وغيرها بملك اليمين مشروع معروف قبل الإسلام وبعده، ولمعرفة أحكام ملك اليمين راجع الفتاوى: 2372 ، 8720 ، 6186 ، 26907.
أما الحديث المشار إليه فرواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في سننه وسعيد بن منصور والدار قطني: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى منزل حفصة فلم يجدها وكانت قد خرجت إلى منزل أبيها، فدعا مارية إليه، وأتت حفصة فعرفت الحال، فقالت يا رسول الله: في بيتي وفي يومي وعلى فراشي، فقال: إني أسر إليك سراً فاكتميه. فنزل قوله تعالى: لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ {التحريم: 1}. وفي لفظ من حديث عمر عند الدارقطني: دخل النبي صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة... ثم ساق نحوه. قال الحافظ في تلخيص الحبير: وبمجموع هذه الطرق يتبين أن للقصة أصلاً. اهـ. والحديث إن صح لا يدل على طعن في النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان منه ما كان من القول إرضاءًَ لزوجه حفصة وليس لكونه أمراً منكراً حاشا لله من ذلك.
وننصح السائل بعدم الدخول على تلك المواقع حتى لا يتشوش أو يتأثر بهذه الشبه التي هي متهاوية في حقيقتها، وليقتصرفي دخولها على المتخصصين من أهل العلم دفاعا عن الإسلام وقمعا للباطل.كما ننبه السائل أن اسم أم ولد النبي صلى الله عليه وسلم مارية وليس مريم كما ذكر في السؤال.