عنوان الفتوى : صورة واقعية للأخطار المترتبة على الزواج من الكتابية
رجل مسلم يصلي ويقوم بفروضه لله ويسعى ما استطاع لرضى ربه . تزوج من أمراه كتابية عندما كان شابا حبا فيها ولطيبة قلبها وآملا في أن تكون مسلمة عندما تعيش معه وترى الإسلام على حقيقته أملا في الأجر من الله ولكن ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وأنجب منها البنين. والآن بعد مرور السنين لازال الحال على ما هو عليه وباءت المحاولات بالفشل الذريع , وما زاد الطين بلة الأولاد الذين بدءوا يأخذون عن أمهم تعاليم خاطئة. فهو اضطر للعيش في بلاد الغرب بعد ولادة الأولاد وخوفا عليهم من الشرك ولكنه عبثا يحاول , فالأم بما أوتيت تحاول جاهدة تعليم أبناءها المسيحية وهو يحاول جاهدا تعليمهم الإسلام ولكن الأطفال لصيقون بأمهم واستغلال الأم لكل محاولات بث المسيحية في عقولهم تجري على قدم وساق. والأب ضاق ذرعا بما جرى ويجري ولا حياة لمن تنادي فلا الحديث ينفع ولا الغضب يؤتي ثماره مع الأم, والساعة تدور والوقت يجري والأب لا يعلم ما يفعل لوقف ما يحصل لأبنائه والقصة طويلة والمغزى الأب يريد مشورة أهل العلم.و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوضحنا في أكثر من فتوى أن زواج المسلم من امرأة كتابية فيه محاذير شرعية هذه إحداها، وهي تمسك المرأة الكتابية بدينها، ومحاولتها الدائمة أن تجعل أبناءها يتبعونها في دينها، وذلك من خلال جهدها في تربيتهم عليه، وتنفيرهم من دين الإسلام الذي هو دينهم ودين أبيهم والدين الحق.
ومن هنا، فإننا نقول لهذا الأخ: إذا أمكنك طلاق هذه المرأة والسفر بالأولاد إلى بلدك الإسلامي وتربيتهم هناك بعيدا عن هذه الأم والجو الفاسد الذي تعيش فيه فهذا واجب عليك، وإن لم تستطع ذلك وقدرت على تطليقها وأخذ الاولاد عنها في بيت مستقل فهذا أيضا طيب، وإن تعذر ذلك كله فليس لك إلا البقاء مع أبنائك والاجتهاد في تربيتهم على الإسلام، ومما يعينك على ذلك توجيههم إلى المواقع الإسلامية في الإنترنت والقنوات التلفزيونية التي تهتم بمسائل الدين.
والله أعلم.