عنوان الفتوى : ضوابط التجسس
السادة العلماء الأجلاء نفعنا الله وإياكم بما علمنا، وعلمنا بما ينفعنا، الموضوع: إنني كنت مسافرا للسعودية كنت أعمل مدرس رياضيات وكنت أجد وأجتهد عندما كان يطلب مني أي عمل أقوم به فوراً إلى أن طلب مني أن أعمل كحارس ليلي على المدرسة بأجر إضافي وقبلت وعملت إلى أن وصلت العلاقة بيننا إلى حد كبير فأنا أسكن في سكن المدرسة وبه حوالي 20 مدرسا غيري فجاء المسؤول عن المدرسة وطلب مني أن أخبره بجميع أخبار زملائي في السكن فرفضت فهددني فلم أكترث بهذا التهديد وسار الضغط علي في العمل وأنا مصر على موقفي، فكانت النتيجة أنهم لم يجددوا لي العقد وها أنا غير مسافر، علما بأنني لم أعين في أي وظيفة حتى الآن وقمت بخطبة فتاة، علماً بأن سني تجاوز الـ 32 عاماً بعد أن ساهمت في تربية أخواتي أنا وأخي بعد وفاة والدي وهم 5 بنات 3 أولاد إلى أن تزوج منهم ثلاث بنات وأخي الذي يكبرني فأنا أعطي دروسا خصوصية الآن مع أنني لست في مدرسة، فهل ما أقوم به من دروس خصوصية حرام، أما بالنسبة لموضوع السفر الجميع حولي يقولون لي إنني لم أستطع أن أساير أموري، وإنني أخطأت، فهل أنا أخطأت أم أنا على صواب في موقفي من موضوع التجسس والفتنة وإن كنت على صواب فالرجاء الدعاء لي أن يعوضني الله خيراً؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لأحد من المسلمين أن يتجسس على أحد إلا إذا كان هناك مسوغ لذلك، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، ولا يُعدل عن هذا الأصل إلا لسبب معتبر شرعاً كالتجسس على الكفار المحاربين، وتتبع مواقع اللصوص وقطاع الطرق، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 15454.
وبناء على هذا فإن ما قمت به من رفض التجسس على إخوانك هو عين الصواب، لكننا ننبهك إلى أنه من الواجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، وقد يستدعي هذا الواجب تحذير المسؤولين من أمور تضر بالعمل أو بالأشخاص، ولا يُعد نقل مثل هذا إلى المسؤولين من التجسس؛ بل هو من التحذير الواجب على المسلم لأخيه المسلم مما يُحاك له أو يدبر له، والله نسأل أن يعوضك عما تركت خيراً، أما عن الدروس الخصوصية فقد سبق بيان هذه المسألة بضوابطها في الفتوى رقم: 25901.
والله أعلم.