الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كنت تقصد بالعمالة: الجاسوسية لصالح الأعداء، فهذه تهمة شديدة، ولا يجوز إطلاقها إلا ببينة، فإن ثبت ذلك وتحقق وقوعه، فلا شك أن هذا الجار من الخونة المتربصين بالأمة، وقد سبق أن بينا حكم الجاسوس وعقوبته في الفتوى رقم: 16082.

فإن لم توقع عليه السلطة ما يستحقه من العقوبة، فينبغي لك أن تعامله بالأصلح لك ولمجتمعك، والمؤمن كيس فطن، فتبقى مسألة زجره بهجره، أو مداراته بمعاملته، راجعة إلى تقدير المصلحة، فإن درء شر أمثال هؤلاء بقدر المستطاع مطلب شرعي، ونسأل الله تعالى أن يُمكّن لدينه في الأرض، وأن يدبر لهذه الأمة أمرها.

والله أعلم.