عنوان الفتوى : عقوبة من يتجسس على المسلمين لصالح العدو
أود أن أطرح سؤالا عما يفعله أعوان اليهود من تجسس على المسلمين وإيقاع الأذى بهم , والأمر ليس هكذا فقط بل إنهم يستخدمون السحر والاتصال بالجن عبر المسحور له, وبذلك يعلمون أسراره. ومن مات من هؤلاء هل يحق أن يدفن ويصلى عليه في مساجد ومقابر المسلمين أم أنهم كفرة ومنافقون ومرتدون عن الإسلام, فأنا أعلم أنه من كان في خندق الأعداء ومات يموت على ميتتهم, فكيف الذي يقوم بعمل الأسحار للمسلمين بهدف إيذائهم ومعرفة أسرارهم وإيصالها لليهود, لاعتقالهم أو اغتيالهم.أرجو أن تكون هناك إجابة مفيدة للجميع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلاشك أن التجسس على المسلمين وكشف عوراتهم للعدو... من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم.. فقد نهى الله تعالى عن التجسس عموما وذمه في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وقرنه بالكبائر. فقال تعالى: ولا تجسسوا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ...ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله. الحديث رواه مسلم وغيره.
ولا شك أن هذا الذنب يكون أعظم وعقابه أشد إذا كان لصالح أعداء الإسلام والمسلمين من اليهود وغيرهم، وحكم فاعله في الإسلام القتل أو التعزير حتى يرتدع عن قبيح فعله، قال المواق المالكي في شرحه للمختصر عند قوله: وقتل عين وإن أمن والمسلم كالزنديق. قال ابن القاسم: أرى أن تضرب عنقه، ابن رشد قول ابن القاسم هذا صحيح لأنه أضر من المحارب. ونقل عن مالك أن الأمر إلى ولي أمر المسلمين.
وعلى هذا؛ فالجاسوس إن كان من المسلمين فإنه يقتل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين؛ ولكن لا يصلي عليه أهل الفضل ولا يتبعون جنازته..
ويجب التنبه إلى أن الذي يتولى إقامة هذا الحد عليه هو السلطان بعد تقديمه لقضاء شرعي عادل وإقرار بالذنب أو ثبوت ذلك ببينة، أما أفراد الأمة فلا تحق لهم إقامة الحدود. وأما استعمال السحر وتعلمه واستخدامه فإنه كفر أكبر مخرج من الملة؛ لقول الله تعالى: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ {البقرة: 102}. فإذا ثبت ذلك عن شخص فإنه لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 16082.
والله أعلم.