عنوان الفتوى : نبة الصدقة لا تجعلها واجبة
أنا مقيم بدولة خليجية ولقد أعانني الله وتزوجت ورزقني الله الأولاد ولقد نويت لفضل الله العظيم أن أقوم بعمل صدقة شهرية لجزء من المقربين ولله في فقرائه بدولتي إلا أنني بعد أن رزقني الله بالولد الثاني وبعد أن اشتريت سيارة بالأقساط لم يعد الحال كسابقه معي وقد مرت بي الآن الشهور الشداد فهل أمنع هذه الصدقة إلى أن يمن علي الله من فضله أم أكمل ما ابتدأئه حتى يفرج علي الله من كرب يوم القيامة؟ نفع الله المسلمين بعلمكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنية الصدقة لا تجعلها واجبة على الشخص وإنما يوجبها عليه النذر، والنذر لا بد له من لفظ، قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج عند كلامه على أركان النذر: وأما الصيغة فيشترط فيها لفظ يشعر بالتزام، فلا ينعقد بالنية كسائر العقود.
ولكن ينبغي لك أن تواصل فعل ما نويته من الصدقة على الفقراء والمساكين من قرابتك ما دمت تقدر على ذلك، أما إذا لم تجد ما تتصدق به، فنسأل الله جل وعلا أن يكتب لك ما كنت تعمله عند القدرة، ففي البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا.
قال الحافظ في الفتح في شرح هذا الحديث: وهو في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها، وكانت نيته لولا المانع أن يدوم عليها، كما ورد ذلك صريحا عند أبي داود. انتهى.
والله أعلم.