أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميره بكلمتي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

فأتفهم قلقك يا عزيزتي، ولا داعي للاعتذار، على العكس، أود أن أشكرك على التفصيل بالاستشارة، لأن هذا يساعد أكثر في فهم الحالة ووضع التشخيص الصحيح -إن شاء الله-.

وبعد مرور سنة على حدوث الإجهاض، إن لم يحدث الحمل، فيجب إعادة تقييم الحالة من جديد، ولكوني لا أعرف ما هي التحاليل التي قمت بعملها، فإنني سأذكر لك أهمها، ومن ضمنها سيكون تكرار تحليل هرمون الحليب، التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH- FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS
ويجب عليك القيام بعملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة الشهرية.

كما يجب عمل تصوير تلفزيوني دقيق للرحم والمبيضين، للتأكد من عدم وجود كيس أو تكيسات أو ألياف لا قدر الله.

وكذلك يجب عمل صورة ظليلة بالصبغة للرحم والأنابيب، وهذه الصورة سيكون هدفها تشخيصيا وبنفس الوقت علاجيا، بحيث ترينا نفوذية الأنابيب وانتظام جوف الرحم، وبنفس الوقت ستقوم بغسل وتسليك لمعة الأنابيب، في حال كان هنالك أية إفرازات عالقة فيها على أثر الإجهاض السابق.

والآن سأجيبك على أسئلتك بالتتابع:
- بالنسبة لسؤالك الأول: إن الدم الذي ينزل بعد الطهر، بفترة أسبوع، تقريبا هو غالبا بسبب حدوث التبويض، فعندما تنطلق البويضة يحدث هبوط خفيف في مستوى هرمون يسمى ( الاستروجين ) وهذا الهبوط يؤثر على بطانة الرحم بشكل مؤقت وخفيف، فتنزل بعض القطرات الدموية، وهي حالة فيزيولوجية سليمة لا تحتاج إلى علاج أبدا، وتعتبر أستحاضة، والعلم عند الله عز وجل.

- بالنسبة لسؤالك الثاني أقول: إن بعض الأنواع من المضادات الحيوية تتداخل في تأثيرها مع هرمونات المبيض، وخاصة مع هرمون الاستروجين، الذي سبق ذكره، وهنا يضعف عمل هذا الهرمون على بطانة الرحم، مما يؤدي إلى إن بطانة الرحم ستنسلخ قبل أوانها، وهذا يعتبر دورة وليس استحاضة, والعلم عند الله عز وجل.

- وهذا بالطبع لا يحدث عند كل من تتناول هذا المضاد الحيوي، بل عند البعض ممن لديهن استعداد للتأثر بهذا المضاد الحيوي، لذلك فبعض النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، يجب تنبيههن بأن مفعول الحبوب في منع الحمل قد يضعف إن تناولن بعض المضادات الحيوية بسبب التداخل مع هرمون الاستروجين الموجود في الحبوب، ويجب عليهن اللجوء إلى وسيلة لمنع الحمل إضافية خلال فترة تناول المضاد الحيوي.

- بالنسبة لسؤالك الثالث: إن نزول بعض القطرات البنية قبل موعد الدورة بيوم أو يومين هو أمر يمكن اعتباره طبيعيا لمن كانت دورتها منتظمة وبطول لا يقل عن 28 يوما، لذلك يمكن اعتبار الحالة عندك طبيعية, ولكن إن طالت مدة هذا الإفراز عن يومين، فهنا قد يكون ناجم عن نقص في هرمون التبويض وهو ( البروجسترون )، وهنا بالفعل قد يكون له علاقة بتأخر حدوث الحمل، لأن النقص يجعل البطانة غير جيدة التعشيش، وسيفيد هنا تناول حبوب تسمى الدوفاستون من اليوم 15 من الدورة إلى اليوم 25 في التعويض عن هذا النقص.

- على كل حال تبدو الدورة عندك منتظمة، ولكن هذا الانتظام لا يعكس دائما نوعية التبويض، فقد يكون التبويض عندك قد تأثر بارتفاع هرمون الحليب، وحتى لو عاد هرمون الحليب إلى طبيعته، فيجب التأكد من أن الإباضة تحدث بنوعية جيدة، وذلك عن طريق متابعة نمو البويضة بالتصوير وبتحليل الدم لهرمون ( البروجسترون)، في اليوم 21 من الدورة، فإن كان التحليل منخفضاً، فيمكن البدء بتناول المنشطات المبيضية مثل (الكلوميد)، على إن تكوني تحت إشراف الطبيبة المختصة, لتحديد الجرعة المناسبة.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.