عنوان الفتوى : زوجته أصيبت بالاكتئاب بعد الولادة وتفكر في الانتحار
برجاء التكرم في الفتوى التالية: زوجتي أكرمها الله بولد، والحمد لله، ولكن بعد يوم الولادة حدث لها اكتئاب صعب جداً، وذلك منذ عشرة أيام، وهي المفروض والحمد لله تقول الأذكار وثقتها في الله والحمد لله قوية ولكن تبكي وتقول أنا لا أعرف أدعو الله لا أعرف ما لي ممكن أرمي نفسي من الشرفة ولا تحب ابنها ولا تخاف عليه وحاملة هم المسؤولية بدرجة قوية جداً وخائفة، وذهبنا إلى دكتور نفساني ولم أقتنع به ولكن أريد اللجوء إلى الله عز وجل أفتوني أفادكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أصاب زوجتك من اكتئاب وضيق قد يرجع إلى أسباب عادية، بسبب فترة الحمل والولادة، وهذه الأسباب قد تكون أمراضاً عضوية أو اضطرابات نفسية، فيراجع في كل منهما أهل الاختصاص من الأطباء الثقات المأمونين.
وقد يرجع هذا الاكتئاب لشيء من العين أو المس أو السحر، فلترق نفسها، أو لترقها أنت، أو غيركما من أهل الخير والصلاح، ومن ظاهره الاستقامة، والواجب الحذر من الذهاب إلى من عرفوا بالدجل والسحر والشعوذة، وراجع الفتوى رقم: 16383، والفتوى رقم: 26806.
وعليكم بالتضرع إلى الله تعالى على كل حال، فهو الذي يفرج الكرب، ويكشف الغم، قال الله تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62]، وننصحكم بأن تذكروا هذه الأخت بالصبر على هذا المرض حتى يعافيها الله منه، وأن في ذلك كفارة لذنوبها، ورفعة لدرجاتها، روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله، وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. وذكروها بأن الانتحار لا يحل مشكلة، وإنما إهلاك للنفس، وإسخاط للرب، وراقبوا تصرفاتها، وأبعدوا عنها هذا الطفل إن خفتم عليه الضرر منها، وراجع الفتوى رقم: 10397.
والله أعلم.