عنوان الفتوى : لا تثبت نسبة السحر إلى مسلم بمجرد إخبار الجني بذلك
طفلة أحد الأصدقاء مرضت مرضًا شديدًا، لم يفلح معها الطب العام، فلجأ أهلها إلى العلاج بالقرآن، والمياه المقروء عليها، وفي اليوم الثالث تحدثت الطفلة بأنها شخصية غير شخصيتها، وأن إنسانة هي التي قامت بالسحر، والغريب في الأمر أن الطفلة بدأت تتكلم عن أحداث لم يعرفها أحد، فمثلًا الشخص هنا قال كذا وكذا، فيأتي الشخص من تلقاء نفسه ويقول ما قالته الطفلة، وأحداث أخرى، رغم أن الطفلة مقيمة في دولة أخرى، علمًا أنها حددت مكان السحر، ووجدوه كما قالت، وعند حدوث أي شيء تقول: لا إله إلا الله، ولا يعلم الغيب إلا الله، وتقص ما حدث، وأنا شخصيًّا حضرت هذه المواقف.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس شيء مما ذكرته مستغربًا، فإن السحر حق، وعلاج المسحور باستخراج السحر من أنفع العلاج.
وتكلم الجني على لسان المصروع حق، وواقع محسوس، لا سبيل إلى جحده، فقد يكون ما ذكرته من هذا الباب.
ولكن حذار من اتّهام مسلم بعمل سحر، بمجرد الكلام الصادر على لسان تلك الطفلة، فإنه لو قدر أن الجني هو الذي تكلم على لسانها، فليس هو مصدقًا فيما يخبر به.
ولا تثبت نسبة السحر إلى مسلم بمجرد هذا، بل لا بد من الإقرار، أو البينة.
وعلى كل حال؛ فما دام السحر قد استخرج، فالحمد لله، والاستمرار في الرقية بالكتاب والسنة، أمر حسن، نافع جدًّا.
والله أعلم.