عنوان الفتوى : لا تزور المرأة والديها إلا بإذن زوجها
بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي يا شيخ هو عن رضى الوالدين فأنا متزوجة وسؤالي هو أني لا أزور أهلي كثيرا مثل بقية البنات اللاتي تزوجن من أقاربي (يعني كل أسبوع) وذلك بسبب خارج عن إرادتي فزوجي بصراحة لا يحب زيارة الأقارب ولقد حاولت معه المستحيل لكي يغير من ذلك ولكن لا فائدة فهو لا يحب زيارة البيوت وهو أيضا كثير الانشغال فنحن نسكن مع أهل زوجي لذلك لا يجد الوقت الكافي لي ولأهله فلديه أخوات وأب وأم لكل منهم مشاغله التي يريد أن ينجزها .. وهو يعمل أيضا .. أمي متفهمه فأنا أتصل بها عبر الهاتف وتعرف الظروف جيدا فأنا أزورهم تقريبا كل شهر مرة أو مرتين بالكثير .. لكن المشكلة في أبي فهو من النوع العصبي والغير متفهم .. وهو كثير العصبية لذلك فأنا أحاول أن لا أختلط معه كثيرا فهو لا يعطيني المجال لكي أتصل به كما أفعل مع أمي .. فالكلام معه لا بد أن يكون بحذر أي مثلا إياك أن تقول له ما أخبارك أو عن إقفال الخط سوف أتركك الآن .. الخ.. فأنا لا أتصل به.. فقط أقول لأمي أن تسلم عليه وتبلغه السلام من بعيد .. لا أملك الشجاعة الكافية لأن أكلمه .. وأيضا هو دائم السخرية مني لأني غير عن بقية أخواتي فأنا الوحيدة المتزوجة من أخواتي فكلهن تقريبا صغار .. (فأنا أقصر منهن وأسمرهن ).. لذلك فهو يرى زواجي وكأنه باعني (يقول هناك بضاعة تباع لوحدها وهناك بضاعة تبيعها أنت بنفسك يعني أنا ) أنا بصراحة أتحسس كثيرا لذلك فأنا لا ذنب لي في خلقتي وأنا راضية كل الرضى عن نفسي ولست بالقبيحة وزوجي يحبني حبا جما ولقد انجبت منه ولدا والثاني في بطني .. والآن يا شيخ أنا حائرة هل أنا مقصرة في حقه لأني اكلم أمي ولا أكلمه فأنا أزورهم ولكن بحدود مقدرة زوجي ولكن فؤادي يخبرني أن أبي غير راض عني ماذا أفعل أرضي والدي أو أرضي زوجي؟ فمعاملة أبي لي تقول إنه غير راض .. و هناك حديث يقول اني إذا صليت وصمت وحفظت فرجي وأطعت زوجي قيل لي ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.. يا رب ندخل الجنة آمين وشكرا على الموقع الذي نستطيع من خلاله أن نعبر على راحتنا دون خجل..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله أوجب على المرأة طاعة زوجها على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه. ومن حق الزوج على الزوجة أن تطيعه في غير معصية وأن تحفظه في نفسها وماله ولا تخرج من بيته إلا بإذنه ولو إلى زيارة والديها. قال في المغني: وللزوج منعها من الخروج من منزلها إلى ما لها منه بد، سواء أرادت زيارة والديها أو عيادتهما أو حضور جنازة أحدهما، قال أحمد في امرأة لها زوج وأمها مريضة طاعة زوجها أوجب عليه من أمها إلا أن يأذن لها، إلى أن قال: ولأن طاعة الزوج واجبة والعيادة غير واجبة، فلا يجوز ترك الواجب لما ليس بواجب. انتهى.
فعلى الأخت الكريمة أن تصبر وتطيع زوجها لكن لا ينبغي له أن يمنعها من زيارة والديها في كل أسبوع على الأقل، إلا لضرورة تمنعها من الخروج. قال في المغني: ولكن لا ينبغي للزوج منعها من عيادة والديها وزيارتهما لأن في ذلك قطيعة لهما وحملا لزوجته على مخالفته، وقد أمر الله بالمعاشرة بالمعروف، وليس هذا من المعاشرة. انتهى.
وإن من حقوق الزوجة على زوجها إكرامها وحسن معاشرتها ومعاملتها بالمعروف وتقديم ما يمكن تقديمه لها مما يوافق قلبها فضلا عن تحمل ما يصدر منها والصبر عليه، أما ما يتعلق بعصبية والد السائلة فقد يكون ذلك من جبلته وعلى كل حال فعليها أن تسعى في مرضاته وتتجنب العبارات التي لا يرضاها ولا تهجره بل تسلم عليه وتباسطه لأن عدم مباسطته والتقليل معه لا يجر إلا إلى قطيعة أكبر منه وعليها أن تصبر على كل ما يصدر منه من سخرية منها، فإنه والدها، وقد أوصى الله تعالى بالوالدين ولو كانا غير مسلمين، ولتعلم أن تحملها كل ما يصدر من طرف أبيها لا يزيدها إلا خيرا ورفعة عند الله تعالى وعند الناس.
ففي الحديث: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. رواه مسلم. هذا مع أن ما يقوم به الوالد من تعريضه بابنته في شكلها أو نحوه لا يجوز ولا يساعد على بروره وليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم. رواه الترمذي