عنوان الفتوى : الاستخارة قبل خطبة من أُعجِبتْ به والدعاء بتيسيرها
تعرفت على شاب، وحصل الإعجاب، واستخرت، ودعوت الله مرارًا، ولكن الخطبة تعسرت بشدة من قبل أهله، ولا زلت أشعر بيقين أن الخطبة ستتيسر، رغم كل المعوقات، أما الشاب: فيرى نفورا، بسبب كثرة الصعوبات، ولا أعلم هل أتوقف عن الدعاء، وأنصرف عن الأمر، أو أستمر، خصوصًا مع استمرار رغبتي في هذا الأمر؟ وهل يجعل الله في قلب عبده اليقين، والاطمئنان وهو لم يكتب له ما يدعو به؟
أرشدوني بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أنّ التعارف بين الشباب والفتيات -ولو كان بغرض الزواج- وما يعرف بعلاقات الحب، والإعجاب بينهما؛ كل ذلك باب فتنة، وذريعة شر، وفساد؛ فالواجب الحذر من التهاون في هذه العلاقات، والحرص على المحافظة على حدود الشرع، وآدابه، وإذا كان الشاب المذكور قد تقدم لخطبتك فاستخرت الله في قبوله؛ فالراجح عندنا أن المستخير لا يعوّل على انشراح الصدر، أو انقباضه بعد الاستخارة، ولكنّه يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه.
جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: واختلف في ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة؟ فقيل: يفعل ما بدا له، ويختار أي جانب شاء من الفعل والترك، وإن لم ينشرح صدره لشيء منهما، فإن فيما يفعله يكون خيره ونفعه، فلا يوفق إلا لجانب الخير، وهذا لأنه ليس في الحديث أن الله ينشئ في قلب المستخير بعد الاستخارة انشراحاً لجانب، أو ميلاً إليه، كما أنه ليس فيه ذكر أن يرى المستخير رؤيا، أو يسمع صوتاً من هاتف، أو يلقى في روعه شيء، بل ربما لا يجد المستخير في نفسه انشراحاً بعد تكرار الاستخارة، وهذا يقوي أن الأمر ليس موقوفاً على الانشراح. انتهى.
أمّا الاستخارة قبل أن يتقدم الرجل للخطبة؛ فلا معنى لها، جاء في عون المعبود:.. فلا يستخير إلا على ما يقصد التصميم على فعله، وإلا لو استخار في كل خاطر لاستخار فيما لا يعبأ به، فتضيع عليه أوقاته. انتهى.
وإذا لم تكن هناك خطبة؛ فلا ينبغي لكِ الانشغال بأمر هذا الشاب، وعليكِ أن تصرفي قلبكِ عن التعلق به، وتسألي الله أن يهيئ لك الخير، ويرزقك الزوج الصالح، وتشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، وراجعي الفتوى: 435943.
والله أعلم.