(1) مغزى الحياة - تأملات تاريخية
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
كتب الله تعالى لأمة الإسلام أن تعيش في جهاد دائم! كتب لها أن تعيش في زمن المحن والأزمات! ولذلك فإن فترات التمكين في حياة الأمة قليلة للغاية، ربما لا تتعدى العشرات من السنين، فقد ظلت الأمة في إعداد العشرات من القادة الربانيين من أجل لحظة النصر..
وهكذا إلى يوم الدين!!
انظر -مثلًا- إلى لحظة النصر في حطين، لقد ظلت الأمة ما يقارب التسعين عامًا في إعدادٍ وتربيةٍ وجهادٍ، منذ بدأ الحملات الصليبية 492هـ/ 1099م إلى لحظة النصر الكبرى في حطين سنة 583هـ/1187م، وبعد ذلك النصر الكبير لم تنعم الأمة الإسلامية بحالة من الاستقرار السياسي فلم تمض على حطين (583هـ) إلى أولى الهجمات التترية (617هـ) وسقوط بغداد (656هـ) ما يزيد عن نصف قرن فقط، وهكذا لو تتبعت حال الأمة إلى يومنا هذا!
وهو ما يعبر عنه الدكتور راغب السرجاني باسم (مغزى الحياة)، فالمغزى الحقيقي لوجودنا في الحياة ليس التمكين في الأرض وقيادة العالم، وإن كان هذا أحد المطالب التي يجب على المسلم أن يسعى لتحقيقها، ولكن المغزى الحقيقي لوجودنا هو عبادة الله..
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
أحمد عبد الحافظ