عنوان الفتوى : من التدابير الواقية من الوساوس الشيطانية
ما حكم من شغلته الوسوسة في بوله وطهارته ودينه وهو ينظر دائماًَ إلى عورته لينظر إلى مخرج البول ليتأكد، ما حكم نظره إلى فرجه بكثرة، وما حكم انتصاب الذكر إذا رأى كلمة عن الفواحش كالزنا واللواط ولعله أكثره والعياذ بالله، منها غصبا وقهراً عنه ينصب الذكر، هل هو آثم، وحكم صلاة الموسوس دائماً هل هي صحيحة وذكر الفواحش من غير شهوة وقد ينتصب الذكر هل هو إثم، أرجو الإيضاح وفقكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على من ابتلي بالوسواس أن يعالجه بالإعراض عنه ويكثر من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، كما أن عليه أن يكثر من ذكر الله تعالى ودعائه والالتجاء إليه ليجنبه هذا الداء الذي يفسد عبادته ويشغل قلبه بأشياء تافهة لا حقيقة لها، قال الله تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200]، وقال الله تعالى: فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل: 98-99].
فلتكثر من الأذكار المأثورة في الصباح والمساء والدخول والخروج، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 11752.
وأما نظر العورة للاستنجاء أو للحاجة فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى، وكذلك انتصاب الذكر لا يترتب عليه حكم، ولا ينقض الوضوء ما لم ينزل منه مذي، وعلى المسلم ألا ينساق بالتفكير وراء الخواطر والأفكار التي ترد على قلبه مما لا ينفعه في دينه أو دنياه، وإذا وجد شيئاً من ذلك فليذكر الله تعالى بلسانه وقلبه وليستعذ به من الشيطان الرجيم، وليس عليه إثم في ذلك ما لم يعمل أو يتكلم.
والله أعلم.