عنوان الفتوى : صلت قيام الليل وغلبها النوم فلم تستيقظ لصلاة الفجر فهل تأثم؟
صليت قيام الليل في وقت متأخر، وغلبني النوم قبل الفجر. وحاولت أمي إيقاظي كثيرا، ولم أستيقظ. هل هذا دليل على عدم قبولي؟ وهل أنا آثمة الآن كتارك الصلاة عمدًا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نهنئك على قيام الليل، فإنه دأب الصالحين، وهو عبادة عظيمة الثواب، ونسأل الله أن يتقبل طاعتك، وأن يوفقك لكل خير.
ثم إن وقت صلاة الصبح يمتد إلى طلوع الشمس، كما سبق في الفتوى: 241468. فإذا كنت صليت قبل طلوع الشمس، فقد أدركت الصلاة في وقتها أداء.
أما إذا كنت قد صليت بعد طلوع الشمس؛ فصلاتك لها قضاءٌ، ولا إثم عليك في ذلك، ما دمت قد نمت قبل دخول الوقت، ولم تستيقظي حتى خرج الوقت؛ لأن النائم مرفوع عنه التكليف، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى. رواه الإمام مسلم، وغيره.
وعلى كل حال لا ينطبق عليك حكم تارك الصلاة عمدا. وعن حكم النوم قبل دخول الوقت انظري الفتوى: 432922.
والنوم عن فريضة الصبح، ليس بالضرورة علامة على عدم قبول قيام الليل، وقبول الطاعات عموما لا يمكن الجزم فيه بشيء، فهو أمر غيبي، وعلى المؤمن أن يأخذ بأسباب قبول طاعته، ويرجو ذلك من الله تعالى.
وراجعي الفتوى: 97007.
والله أعلم.