عنوان الفتوى : حجز مقاعد المحاضرات للمتأخرين
أنا أدرس في الجامعة، والمدرج يكتظ إلى آخره، فإذا جئت -ولو قبل وقت بدء المحاضرة ببضع دقائق- فقد لا أجد مقعدًا فارغًا، وأضطر إلى الوقوف طيلة ساعتين تقريبًا، أو البحث عن كرسي من مدرج آخر، علمًا أن هذا الفعل منافٍ للقواعد في الجامعة؛ وصديقي يحضر مبكرًا قليلًا، فيمسك لي مقعدًا بجواره، يضع عليه محفظته، فما حكم هذا الفعل؟ وهل ينافي العدل؟
علمًا أنه أحيانًا قد يسأله أحدهم: هل المقعد فارغ؟ فيقول: لا؛ لأجلس أنا عندما أصل، فهل هذا كذب؟ وقد يضطر السائل إلى الوقوف طيلة الدرس، وإن كان ما فعلناه غير جائز، فكيف نتوب منه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأحق بمقاعد الدراسة من سبق إليها من الطلاب.
وليس لك، ولا لصديقك أن يحجز لك مكانًا، ويَحْرِم منه من سبقك بالحضور إلى المحاضرة، وقد بينا هذا الحكم في فتاوى سابقة بما يغني عن الإعادة هنا، فانظر الفتوى: 285637 عن أحكام حجز مقاعد المحاضرات، والفتوى: 323392 عن حجز الأماكن في المرافق العامة، ومنها مقاعد المحاضرات.
ومنع صديقك لمن سبق من الجلوس، وإخباره بأن المكان ليس فارغًا؛ هو من الكذب.
وتوبتكما تكون بالندم، والإقلاع عن هذا الأمر، والعزم على عدم العودة إليه.
والله أعلم.