أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما مدى نجاح قطرات الماء والملح لحساسية الأنف؟ وما هي خطورتها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أعاني من نوبات صداع قوية بين حين وآخر، وصوت صفير من الفتحة اليمنى للأنف، وفمي دائماً جاف إلى درجة أني لا أنام إلا والماء بجانبي، وكذلك أصاب بالتهاب البلعوم بشكل متكرر، وعندما راجعت الأطباء قالوا لي: إنك تعاني من التهاب الأنف وهو المسبب لهذا الصداع القوي جدًا، وعملت أشعة للأنف، واتضح أن هنالك انسدادًا جزئيًا قرب الجيوب.

علمًا أني أعاني من انسداد في إحدى الفتحات الأنفية فقط في الليل، ومرات في النهار، وكتب لي الأطباء بخاخ rhinocort أحس أن هناك فرقًا بعد استعماله، ولكن بشكل بطيء، ولكن الأعراض سرعان ما تأتي من جديد بعد انقطاع مدة العلاج، وكذلك أخذت بانادول سينس، ولم ألاحظ فرقًا إطلاقًا، وهل بخاخ نازونيكس أفضل منه وتنصحوني باستعماله؟ فقد سمعت أن قطرات الماء والملح مفيدة للتخلص من أعراض الاحتقان، فما مدى نجاحها؟ وهل تنصحوني بها كعلاج مصاحب؟ وما هي أفضل مضادات الهستامين؟

وعلى ماذا تدل الأعراض المذكورة؟ وما سبب الصفير؟ وهل من الممكن الحد لفترة طويلة من هذه الأعراض؟ وكذلك أرجو المساعدة في إيجاد حل لهذا الصداع كأن تكون هناك حبوب مساعدة للبراسيتول، وذات مفعول سريع؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي عراق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصفير هو علامة لانسداد جزئي في المجرى الهوائي الأنفي، حيث عند مرور الهواء في أي مكان ضيق يصدر صفير, وهناك احتمالان قد يكون أحدهما أو كلاهما سبب هذا الانسداد الجزئي في المجرى الأنفي الأيمن:

1- طالما أن الانسداد هو في الطرف الأيمن فقط، فلا بد من وجود انحراف في حاجز الأنف للطرف الأيمن مسببًا تضيق هذا الطرف، وتوسع مقابل في الطرف الأيسر, وفي حين أن الحساسية تؤدي لضخامة في القرينات الأنفية، ( وهي عبارة عن تراكيب داخل الأنف مكونة من أوعية دموية قابلة للتوسع، فعند التعرض للحساسية تتوسع هذه الأوعية، وبالتالي تتضخم القرينات الأنفية، وتسبب انسدادًا مؤقتًا في الأنف يزول تدريجيًا عند زوال العامل المسبب للتحسس الأنفي), فالتجويف الأنفي الأصغر مسبقًا ( التجويف الأنفي الأيمن لديك ) سوف يعاني من الانسداد الحاصل من ضخامة القرينات أكثر من الطرف الأيسر الأوسع نسبيًا بسبب انحراف الحاجز الأنفي للطرف المقابل الأيمن، أي بالمختصر فإن التحسس الذي تعاني منه في الليل يعطي أعراضا في الطرف الأنفي الأيمن فقط بسبب انحراف الحاجز الأنفي ( الوترة ) للطرف الأيمن.

2- أحيانا توجد ما يسمى بالبوليبات الأنفية, وهي عبارة عن أكياس ليفية داخل الأنف، وتكون مملؤة بالمخاط، وسبب تشكلها هو التحسس الأنفي، وهي تؤدي لانسداد في الأنف, ففي حالتك قد يكون هناك بوليبات داخل المنخر الأيمن تسبب هذا الانسداد الجزئي للطرف الأيمن من الأنف.

الحل لا بد في البداية من الفحص السريري الدقيق، وبالتنظير التلفزيوني لكشف الأسباب المؤدية للتضيق لديك، وهذا الفحص أهم من الفحص الشعاعي ( بدون الإنقاص من أهمية الفحص الشعاعي، وخاصة التصوير الطبقي المحوري للأنف، والجيوب بالمقاطع الجبهية )، ثم يجب محاولة اكتشاف الأسباب المؤدية للتحسس لديك والوقاية منها, الأسباب الأشيع للتحسس الأنفي هي العطور، والغبار، والدخان، والمنظفات، والمواد الكيماوية المخرشة للأنف ...

ويمكن في مرحلة تالية استخدام مضادات التحسس ( مضادات الهيستامين )، وحاليا الجيل الثاني من هذه المضادات جيد الفعالية لا يسبب النعاس منها ( اللوراتادين والديسلوراتادين )، وهناك الجيل الأول، والذي يسبب نعاسًا قد يكون شديدًا، ولكنه أكثر فعالية في السيطرة على الأعراض ( مثل الديفينهيدرامين )، وطالما أن الأعراض لديك ليلية، فلا مانع من تجربة هذا الجيل الأول من مضادات الهيستامين ( حبة واحدة ليلاً ).

كما أن للبخاخات الأنفية الموضعية الحاوية على الكورتيزون ( أحدثها أفاميس ) تأثير ممتاز في السيطرة على التحسس الأنفي، وبدون تأثيرات جانبية على الأغلب، ويمكن استخدامها لفترة طويلة.

بالنسبة لقطرات الماء والملح، فهي غير مفضلة على المدى الطويل، ويمنع تصنيعها منزليًا بإضافة الملح للماء، والاستنشاق ( كما يفعل بعضهم ) حيث أن تركيز الملح يجب أن يكون محسوبًا بدقة بحيث يماثل تركيز الملح في سوائل الجسم ( السيروم الملحي )، وأما إذا كان تركيز الملح زائدًا، أو ناقصًا تتعطل وظيفة الأهداب الأنفية، وهي أهداب مجهرية توجد في الخلايا السطحية التي تبطن الأنف من الداخل، وهي تقوم بشكل دائم بـ ( كنس ) المخاط من مقدمة الأنف نحو الفتحات الأنفية الخلفية، وتعطل عملها يؤدي لتراكم المخاط في الأنف، وتحوله لقشور تسد الأنف، وتزيد المشكلة؛ ولذا يمكن استخدام القطرات الملحية الموجودة في الصيدلية ولفترة محدودة.

بالنسبة للصداع، فليس الحل هو بالمسكنات، وإنما علاج السبب الأساسي له وهو على رأيي الانسداد الأنفي، والذي يؤدي لنقص الأوكسجين في الدم، وبالتالي توسع وعائي وأحيانا ارتفاع في الضغط لتعويض النقص في الأكسجين.

وأما جفاف الفم وتكرر الالتهابات البلعومية، فسببها الفم المفتوح ليلاً، والتنفس الفموي، والذي يؤدي لهذا الجفاف وتكرر الالتهابات، فعند علاج الانسداد الأنفي سيتحسن وضع البلعوم بالنتيجة -إن شاء الله-.

في حال فشل كل العلاجات السابقة، أو رغبتك في حل جذري بدون الأدوية، فالحل جراحي بالتأكيد بإصلاح انحراف الوترة، ويمكن أيضا قطع جزئي للقرينات الأنفية، أو كيها كهربائيًا، أو بالليزر لتصغير حجمها كما يجب استئصال البوليبات الأنفية ( في حال وجودها ).

مع أطيب التمنيات بتمام الصحة والعافية من الله.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
مصابة بالتهاب قصبات مزمن وبحساسية شديدة وأخشى من الكورونا! 14906 الأربعاء 12-08-2020 05:11 صـ
ابني يعاني من خروج أصوات غريبة مع تنفسه وهو نائم! 7618 الخميس 05-03-2020 12:17 صـ
ما تحليلكم لآلام تشبه الضغط في الجهة اليسرى من الوجه؟ 7106 الاثنين 17-02-2020 12:27 صـ
هل دواء السيولة تزيل الشخير؟ 4149 الأحد 09-02-2020 03:31 صـ
أشعر أنني أعاني من ضعف في المناعة، ما رأيكم بحالتي؟ 15153 الأحد 02-02-2020 12:14 صـ