عنوان الفتوى : كيفية التصرف مع الزوج المفرط في حقوق زوجته وأولاده
تزوجت من رجل خدعني في وقت الخطبة، ولم يدفع لي إلا نصف المهر. وأقنعني بأن أخبر أهلي أنه دفع المهر كاملا، ثم جعلني أستخرج له قرضا. وأقنعني بأن أدفع تكاليف الزواج من قاعة وصالون وبدلة، حتى الخطبة قال لي: ادفعي أنت، وبعد ذلك سأعطيك ولم يعطني شيئا.
كنت أساعده إلى أن تيسير حاله ويتم الزواج، ولكن بعد الزواج اكتشفت أنه إنسان سيء وبخيل ونرجسي، كان يستقيل من عمله فترات طويلة، ويجعلني أدفع كل شيء من إيجار ومأكل وملبس وعلاج، لي وله ولأولادي.
لم أكتشف شخصيته إلا بعد فوات الأوان، وفي فترة كان معه المال كتعويض عن عمل ما، وطالبت بحقي في المهر والقرض الذي استخرجته، وقال لي: ليس لك شيء عندي.
وأجبرني على بيع سيارتي التي أملكها قبل الزواج لسداد ديونه واستخراج سيارة أخرى من البنك متواضعة.
الآن قمت بشراء منزل بالأقساط، وأنا أدفع الأقساط من راتبي، وبقية راتبي أضعه في البيت لأعيش أنا وأولادي، وهو يقوم بالعمل براتب متواضع يأخذ نصفه كمصروف له ولدخانه، وما يتبقى لا يكفي ربع احتياجاتنا، فهو يضع احتياجاته بالمرتبة الأولى منذ بداية زواجي.
وقد مضى عليه 10 سنوات، ولدي 3 أطفال، استنزفت، وتعبت من القروض والجمعيات التي ألجأ لها لسد النقص في بيتي.
إذا كنت أنا من أؤمن الأكل والشرب والمسكن واللباس والعلاج والتعليم لي ولأطفالي الثلاثة. فما حاجتي إليه؟
لدي شعور مزعج، أبكي يوميا لإحساسي بالاستغلال والقهر والخديعة التي تعرضت لها، وأفكر جديا في الطلاق، خصوصا أنه الآن يطالبني أن أكتب له نصف البيت باسمه، علما أنه لم يضع (إبرة) به، بالإضافة إلى أنه بخيل بالمشاعر والكلمة الطيبة، ويطالب بكامل حقوقه الزوجية دون أي مراعاة لي على الحمل الثقيل الذي على كاهلي، ولا يساعدني بأعباء المنزل أو تربية الأولاد، كل شيء علي، يرفض التفاهم بشكل قاطع. وأول كلمة أسمعها منه: إذا كان هذا لا يعجبك، اخلعيني وتنازلي عن الأولاد.
ماذا أفعل معه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال -كما ذكرت- عن زوجك؛ فهو ظالم لك، ومضيع لحقّك، والواجب عليه أن ينفق عليك وعلى أولاده بالمعروف. ويؤدي إليك حقّك من المهر، وما اقترضه منك أو أنفقتِه عليه وعلى أولاده غير متبرعة به.
ولا يلزمك أن تنفقي شيئا من مالك على البيت، أو تهبي لزوجك شيئا من ممتلكاتك، إلا أن تفعلي ذلك متبرعة بطيب نفس.
والذي نوصيك به؛ أن تجتهدي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة إلى الله، والمعاشرة بالمعروف، ولا بأس أن تستعيني على ذلك بتوسيط بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم؛ مع التعاون معه على التقرب إلى الله، والاستقامة على طاعته، وخاصة الصلاة؛ فإنّ إقامتها والمحافظة عليها مفتاح كل خير، ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة وترك التدخين. راجعي الفتوى: 3830، والفتوى: 129949
وحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة، وأكثري من الدعاء له بالهداية؛ فإنّ الدعاء من أنفع الأسباب.
فإن لم يتب زوجك ويعاشرك بالمعروف؛ فلا حرج عليك في السعي لمفارقته، وإذا أبى أن يطلقك؛ فلك رفع الأمر إلى القضاء الشرعي؛ ليلزمه بالمعاشرة بالمعروف وأداء الحقوق، أو التطليق، وتكون حضانة الأولاد لك، ما لم يكن بك مانع من موانعها. وانظري الفتوى: 247972، والفتوى: 72018
والله أعلم.