عنوان الفتوى : مسائل في الحقوق بين الزوجين وحل الخلاف بينهما

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا متزوجة مند 9 سنوات على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تيسير المهر والزواج. وأعيش خارج بلدي.
منذ كتابة العقد بدأت المشاكل: زوجي لم يزرني، ولم نذهب لفسحة. وأتت أمه تطلب من عائلتي أن تقيم العرس في الشهر الذي تريد. لم يعجبني الأمر، ولم نُقم عرسا.
وقد قطع عني الاتصال؛ لأن أخته غضبانة؛ لأني لم أقم عرسا كما تريد، مع العلم أن زوجي حاج، وظاهره متدين.
وقد سألته قبل الزواج: هل لك علاقات مع نساء؟ قال لي: لا أنا لا أتحدث مع النساء. وقد اكتشفت أنه كان يريد خطبة أخرى ولم يتفقا وبقيا صديقين يتكلمان في الهاتف حتى بعد زواجنا. يقول لي إنها تريد أن يساعدها في نقل أغراض بيتها إلى مدينة أخرى، ولا يخاف أن يغويه الشيطان مع أنها جميلة. فغضبت وقلت له: لا تكلمها مرة أخرى. فقال لي إن أمه وأخته قالتا له: ليس لي الحق في محاسبته.
وعند الانتقال إلى بلده للعيش معا هجرني لعشرة أيام من دون سبب، وقد آلمني الأمر كثيرا. ودائما عائلته تكون سبب مشاكلنا، ويقطع الكلام عني بالأسابيع.
كنا نسافر إلى أهله فكانوا يأكلون مختبئين، ويتركونني جائعة وكنت حاملا. وإن قلت له: اشتر شيئا آكله يقول لي: أمي ستغضب. حتى الحمل كان هو من يقرره وكان يعزل عني من دون إذني. دائما ما يرسل لعائلته هدايا غالية ولا يشتري لي هدايا.
وعندما أذهب إلى أهلي لا يشتري لي أي هدية، ولا يعطيني مالا لأصرف على أولادنا.
وعندما أذهب لبيت أخته أو إخوته يقولون له: لا تحضرها، مع العلم أن أخته منذ 5 سنوات لم تر أولاده. وقال لي يوما أمي لم تكن تريد أن أتزوج منك.
لا يسألون عني ولا عن أولادي، وأنا أعيش في منزل مكشوف وصغير. وقال لي إن أخاه وزوجته سيأتيان، فقلت له: منزلنا صغير، ولا أستطيع أن أجلس مرتاحة. قلت له: لا أريد أن يأتيا، مع العلم أننا عندما تذهب إلى بلدنا الأصلي نلتقي بأخيه وزوجته في مقهى، ويقول لي منازلهم صغيرة.
قال لي زوجي: ألم تريدي ذلك، أنت التي تخرجين من المنزل؟ وهجرني أكثر من ثلاثة أسابيع.
فما حكم ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تضمن سؤالك عدة أمور، وسيكون الجواب في النقاط التالية:

-الواجب على الزوجين؛ أن يتعاشرا بالمعروف، ويؤدي كل منهما ما عليه للآخر بطيب نفس.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في الكافي: يجب على كل واحد من الزوجين معاشرة صاحبه بالمعروف؛ لقول الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19] . وقال سبحانه: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228].

ويجب على كل واحد منهما بذل ما يجب لصاحبه من الحق عليه، من غير مطل، ولا إظهار الكراهية للبذل، ولا إتباعه بأذى ولا منّ، وكف أذاه عن صاحبه. انتهى.

-ليس للزوج هجر زوجته دون مسوّغ؛ لكن إذا إذا ظهر من المرأة نشوز؛ فلزوجها أن يهجرها في الكلام ثلاثة أيام، وفي المضجع حتى ترجع عن نشوزها. وراجعي الفتوى: 62239

- الواجب على الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف، وهو ما تحصل به الكفاية من المأكل والمسكن والملبس اعتبارا بحال الزوجين -على القول الراجح عندنا- ولا يلزمه أن يعطيها مصروفاً زائداً عن النفقة الواجبة، ولا حرج عليه أن يعطي أقاربه ما شاء من العطايا ما دام ينفق على زوجته بالمعروف. وانظري الفتوى: 132322

-وعلى الزوج أن يعفّ زوجته حسب قدرته وحاجتها؛ وليس له أن يعزل عنها بغير رضاها.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في المقنع: ولا يعزل عن الحرة إلا بإذنها. انتهى.

- من حقّ الزوجة على زوجها أن يسكنها في سكن مناسب مستقل لا تتعرض فيه لأذى، وليس للزوجة الاعتراض على استضافة أهله في بيته من غير ضرر يعود عليها.

وراجعي الفتويين: 62280 ، 64629

-لا يجوز للزوج التهاون في التعامل مع النساء الأجنبيات؛ وخاصة عند خوف الفتنة؛ وعلى الزوجة أن تنهاه عن ذلك برفق وحكمة.

- على الزوجين السعي في الإصلاح وتجنب الشقاق، وإذا لم يصطلحا فينبغي على العقلاء من الأقارب أو غيرهم من الصالحين؛ أن يتدخلوا للإصلاح والمحافظة على جمع شمل الأسرة.

- الأصل في علاقة الزوجين المودة والتفاهم، ولا ينبغي لأحدهما أن يكره الآخر، أو ينفر منه لعيب فيه، أو تقصير منه في بعض الحقوق، بل ينبغي عليه الصبر، والتجاوز عن بعض الأخطاء، والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاقه، ومعاشرته.

والله أعلم.