عنوان الفتوى : رفض الزوجة دعوة الزوج أمه للإقامة معهما
أنا زوجه منذ 13 سنة ولي 3 أبناء لا يكدر صفو حياتنا سوى تدخلات أم زوجي التي قلبت حياتنا جحيما هذا العام ببث ما يثير زوجي ضدي على الرغم من تحملي لها منذ أن تزوجت وخدمتي لها في مرضها على الرغم أني غير مطالبة شرعا بذلك، ولكن ابتغاء مرضاة الله ولكنها لا تقدر ذلك وتقابله بأن أقنعت زوجي بأني متحكمة فيه ومنصاع لي وغير بار بها وأنني أنا العقبة بينهما ويعلم الله أنني أخشى الله ولم أمنعه عنها يوما بل إنني تنازلت كثيرا عن حقوق لي لإرضائه و إرضاء أمه ولكن كل هذا نسيه زوجي تحت تأثير أمه التي قلبت حياتنا بعد التفاهم و المودة والرحمة التي كان يحسدنا عليها الجميع إلى أضرار نفسية جسيمة أوصلتني للعلاج النفسي والعصبي .أعلم علم اليقين أن الله لا يريد الظلم بالعباد ولكن العباد يصرون علي ظلم بعضهم البعض وما أسوأ أن يأتي الظلم من رفيق العمر, و الصاحب والصديق والزوج الحبيب. أريد أن أضع حدا للخلافات التي تسببها الحماة بأن يحفظ لها حقها في أن تعيش كريمة في ظل رعايته ونفقته , و أن أعيش أنا أيضا مكرمة وعزيزة لكي أستطيع أن أربى أبنائي في جو صحي خال من الخلافات التي قد تدمر حياتنا جميعا ولكن زوجي لا يرى ذلك فهو يريد أن يضع البنزين جنب النار ليشعلها نارا وجحيما و ذلك بأن يأتي بأمه لتقيم معنا وذلك لأنها أقنعته أنه ألقاها و رماها وهو بذلك عاق بها, مع أنه جدد لها مسكنها و عفشها و لديها من الكماليات و الرفهيات ما ليس لدينا , وينفق عليها نفقة شهرية وكل ما تطلبه يعتبر أمرا يطاع و أنا لا أتدخل في هذا البتة , و لكن زوجي يريد أن يأتي بها لتقيم عندنا مع علمه أنها مثيره للمشاكل بيننا و أن لديها الحق في أن تسير بيت ابنها كيفما تشاء دون اعتبار لي وأن هناك زوجة يعتبر هذا البيت هو مملكتها وللأسف الشديد يريد أن أتركها تفعل ما تريده لإرضائها دون اعتبار لأي حقوق لي بل علي السمع والطاعة لكي يرضى عني ولكن هذا إجحاف لحقوقي و تعد علي وعدم إنصاف لي والله لا يرضى بالظلم . أريد رأي الدين في موقفي إذا رفضت بأن يأتي بأمه للإقامة حفاظا على هذا البيت و درءا للفتنة التي ستثيرها ببيتي وستعصف بهناء أولادي واستقرارهم, فهل يجوز شرعا لكي أرضي أمي أن أهدم بيتي وسعادتي و أجور على حق زوجتي و إذا لم أطعه فأنا في نظره أدفعه لقطع رحمه و عدم الوفاء ببره بأمه فهل هذا يعقل بأي ميزان هذا . أفيدوني أثابكم الله. أم محمد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما بخصوص ما سألت عنه الأخت وهو رأي الدين في موقفها إذا رفضت بأن يأتي زوجها بأمه للإقامة معهم، فإن من حق الزوجة على زوجها الانفراد بمسكن لا تتضرر فيه ، وإذا كان للزوج أم أو قريب ليس له مأوى أو مؤنس وخشي عليه الوحدة والضياع ، وأراد أن يسكنه في بيته فله أن يسكنه في جانب من البيت ، شريطة أن يكون البيت مستقلا عن جانبه الآخر في مرافقه، وليس للزوجة الاعتراض على ذلك، وتقدم في الفتوى رقم: 45138.
وفي الجملة فإن للزوجة الحق في بيت لا تتضرر فيه من أحد، أم الزوج أو غيرها، هذا هو الواجب الشرعي على الزوج، وبالتالي إذا رفضت الزوجة سكن أم الزوج معها في بيتها الخاص فهذا من حقها، لا سيما مع وجود الضرر، لكن ليس من حقها أن تمنع زوجها من استقدام أمه ليسكنها بجنبه برا بها ورفقا.
هذا من حيث الجواز، أما إذا تحدثنا عن الأفضل والأكمل، فينبغي للزوجة أن تعين زوجها على بر أمه ، وأن ترضى بإقامتها معهم، وأن يكون الفضل والإحسان هو السائد في علاقتها بزوجها، وليس المشاحة والمطالبة بالحق كاملا .
وينبغي لها إذا قبلت أن تصبر على أم زوجها ابتغاء لوجه الله ورضاه أولا، وثانيا إرضاء لزوجها، ولتعلم أن العاقبة ستكون لها.
وأما الزوج فعليه أن يعلم أن عليه حقين :
الأول : طاعة أمه وبرها.
الثاني : عدم بخس الزوجة حقوقها.
فعليه أن يعطي كل ذي حق حقه دون ميل أو حيف، فللزوجة حق عليه كما سبق أن ذكرنا في بيت خاص، ولأمه حقوق منها أن لا يتركها وحيدة ضائعة إذا لم يكن لها أحد غيره، فله أن يأتي بها في جانب من البيت بحيث لا تتدخل في شؤون أهله، ويأتي لها بمن يخدمها إذ ليس من واجب الزوجة أن تخدم أمه.
ونقول للأخت اعلمي أن زوجك محسن ببره لأمه، ومسيء في تقصيره في حقك، فأعينيه على إحسانه، وانصحيه في شأن إساءته وتقصيره في حقك، ولا يحملنك تقصيره في حقك على مطالبته بعدم الإحسان إلى والدته، بل طالبيه بحقك دون أن يقصر في حق أمه.
والله أعلم