عنوان الفتوى : منافع استلام الصحابة للخلافة والولايات وقيادة الجيوش

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

أحب الصحابة، ولكني في حيرة وشك منهم؛ لأن أغلبهم كانوا خلفاء وولاة، وقادة في الجيوش، وكانوا يقتسمون المناصب فيما بينهم.
لماذا لم يتورعوا عن الحكم، خوفا من الوقوع في الحرام، ولئلا يؤثروا في نظرتنا اتجاههم؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فليس تولي الحكم وتقلد المناصب القيادية أمرا مذموما لذاته، فإن من أخذ ذلك بحقه، وقام به على وجهه؛ فهو من خيار عباد الله الصالحين.

ولو أن الخلفاء الراشدين تركوا الأمر، فمن كان يقوم به؟!

لقد كان يترتب على ذلك من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، وكم حصل من البركات بسبب قيام الصحابة بهذا الأمر الجليل، وأخذهم إياه بحقه.

فكم دخل في دين الله من الأمم ببركة قيادة خالد، وعمرو، وأبي عبيدة، والمثنى وغيرهم للجيوش.

وكم انتشر من عدل، وحصلت من رحمة، واستقام من أمر، بسبب ولاية الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم-

وكم ظهر من علم، وبث من حكمة، وتوطدت دعائم الخير ببركة اشتغال الصحابة بالقضاء والفتيا ونحو ذلك.

فطلب الولاية والأخذ بها بحقها مما لا لوم فيه، بل هو مما يندب إليه مع الإخلاص، ومظنة القدرة على توفية الأمر حقه، كما قال يوسف عليه السلام: اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ {يوسف:55}.

قال ابن كثير: وسأل العمل؛ لعلمه بقدرته عليه، لما فيه من المصالح للناس. انتهى.

فمن تولى قيادة أو حكما، أو قضاء بهذا الشرط، فله أسوة بيوسف -عليه السلام- وبخيار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

ولقد كان توليهم تلك المناصب وقيامهم فيها بحق الله تعالى، وعفتهم عن الدنيا، وأخذهم بمحامد الأمور ومحاسن الأخلاق؛ من أعظم موجبات محبتهم وأبلغ شواهد فضلهم ومنزلتهم الرفيعة، والتباين العظيم بينهم وبين من جاء بعدهم -رضي الله عنهم وأرضاهم-.

والله أعلم.