عنوان الفتوى : من أذنت له أمّه بالصيام لكنها تحب أن يفطر، فأيهما أكثر أجرًا؟
السؤال
أنا شاب قد فتح الله عليّ في الصيام، فكنت أُكثِر من صيام التطوع عندما كنت بعيدًا عن والديّ؛ حتى لا أزعجهما، لكن صيامي عندما أكون معهما لا يتجاوز في الغالب الاثنين والخميس؛ لأنهما لا يعجبهما أكثر من ذلك، وكانا يعلّلان نهيهما بأن في هذا كفاية، وأنهما يريدانني أن أجلس معهما على المائدة أثناء الطعام، فكنت أرى وجوب طاعتهما؛ لأنه كان لديهما مسوّغ شرعي، وهو الاشتراك معهما في الطعام، فكنت مطيعًا لهما، وأخيرًا أخبرت أمّي برغبتي الشديدة في أن أصوم يومًا، وأفطر يومًا، وبعد الحوار معها أذِنت لي؛ لأنها في النهاية لا تريد مني إلا أن أكون سعيدًا، لكني أخشى أن تكون قد أذِنت لي من وراء قلبها، ويغلب على ظني أنها لا زالت تفضّل ألا أتجاوز الاثنين والخميس، فهل أصوم كما أريد بعد إذنها، أم أجلس معهما على المائدة؟ فأنا أخشى ألا يتقبل الله مني الصيام، أو أن يكون صيام يوم وإفطار يوم حتى ولو بعد إذنها، أقل أجرًا من الاكتفاء بالاثنين والخميس.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دام أن الوالدة أذنت لك في الصيام يومًا بعد يوم، فلا حرج عليك في الصيام، ويرجى لك القبول.
وما دام أنها أذنت لك، فلا يقال: إن صيامك غير مقبول.
وإذا أفطرت التماسًا لما تعلم من محبتها لأن تفطر، فأنت على خير وبر؛ ففعل ما تحبه الوالدة من جملة البر، والتماس رضاها مطلوب، ففي الحديث: رِضَا الرَّبِّ، فِي رِضَا الوالد. رواه البخاري في الأدب المفرد.
وراجع الفتاوى: 58556، 62672، 252808.
والله أعلم.