عنوان الفتوى : الجمع بين ما ثبت استحباب صيامه وصيام داود
السؤال
هل الأفضل صيام يوم وإفطار يوم؛ أم صيام السبت، والاثنين، والأربعاء، والخميس؛ حتى أجمع بين صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع؟ وإذا كان صيام يوم، وإفطار يوم أفضل، فهل لي صيام شهر شعبان بصوم أربعة أيام في الأسبوع: الاثنين، والأربعاء، والخميس، والسبت؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأفضل الصيام التطوعي هو صيام داود -عليه السلام-؛ لثبوت ذلك بالنص الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله عن عبد الله بن عمرو: .. فصم يومًا، وأفطر يومًا؛ فذلك صيام داود -عليه السلام-، وهو أفضل الصيام، فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أفضل من ذلك. رواه البخاري.
قال ابن حجر -رحمه الله- في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الصيام إلى الله صيام داود. قال: يقتضي ثبوت الأفضلية مطلقًا. انتهى.
وجاء في فيض القدير للمناوي: أحب الصيام المتطوع به إلى الله تعالى، أي: أكثر ما يكون محبوًبا إليه....صيام نبي الله داود، وبيَّن وجه الأحبية بقوله: كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ـ فهو أفضل من صوم الدهر؛ لأنه أشق على النفس بمصادفة مألوفها يومًا، ومفارقته يومًا. انتهى.
ويمكن الجمع بين ما ثبت استحباب صيامه من الأيام عن النبي صلى الله عليه وسلم مع صيام داود؛ فلا يتنافى ذلك، والجمع بين الفضيلتين ممكن، فلو عرض يوم من الأيام التي ثبت استحباب صيامها عنه -صلى الله عليه وسلم- في يوم يوافق فطرك، فيمكنك صيامه، يقول زكريا الأنصاري -رحمه الله تعالى- في الغرر البهية-: ولو صادف يوم فطره (الشخص الذي يصوم يومًا، ويفطر يومًا) ما يُسُّن صومه -كعرفة، وعاشوراء-، فالأفضل صومه، ولا يكون صومه مانعًا من فضل صوم يوم، وفطر يوم. انتهى.
والإكثار من الصيام في شعبان بصوم أربعة أيام من الأسبوع مفرقة، أو مجتمعة؛ لا حرج فيه، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يكثر من صيام شعبان. وللفائدة، انظر الفتوى: 437287.
والله أعلم.