عنوان الفتوى : لا إثم على الزوجة في طلب الفراق لأجل الإنجاب، أو لرفع الضرر
تزوجت منذ 4 سنوات وعمري 29 سنة وزوجي مسجون منذ سنتين، أعلم بخيانته، وهو سمين جداً ومريض بالسكر وغير قادرعلى الإنجاب وذلك لعدم وجود حيوانات منوية وعضوه الذكري صغير جدا وأخذ كل ميراثي ويعاملني معاملة سيئة وقد ضربني وطردني في نصف الليل، وذهبت إلى طبيب، ونصحني وكل من حولي أن أتركه وأبدأ حياتي لأكون أما، ويطلب أن أسامحه لأن ما هو فيه هو ذنبي، إنني أخاف إن تركتة أكون ظلمته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن طلب النسل مقصد من مقاصد الزواج الرئيسية، كما أنه فطرة فطر الله عليها الكائنات الحية، لكن ذلك ليس سبباً من أسباب الطلاق، فكم من زوجين استمرت حياتهما سعيدة موفقة دون إنجاب، وخلاصة الأمر أن عدم الإنجاب ليس من أسباب الطلاق، إلا إذا رغبت الزوجة في تحصيل الولد، فإنه يجوز لها طلب الطلاق من أجل الوصول إلى ذلك، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 7586، والفتوى رقم: 9284، والفتوى رقم: 20729، والفتوى رقم: 1114. أما عن صغر العضو الذكري للزوج، فقد بيناه في الفتوى رقم: 29300. ونصيحتنا لك أيتها الأخت السائلة أن تنظري في حال زوجك الآن، فإن وجدتيه قد تاب إلى الله تعالى وانصلح حاله، ورجع عما كان عليه، فلتبقي معه، ولتصبري على ما ابتلاك به الله من عدم الإنجاب وغير ذلك، أما إذا كان الزوج لا يزال على حاله من الخيانة التي ذكرت، والشتم والإهانة لك، وأخذ أموالك بغير حق، فلا ننصحك بالبقاء معه على هذا الحال، ولا إثم عليك في كل الأحوال إن طلبت فراقه لأجل الإنجاب، أو لرفع الضرر الحاصل من بقائك معه، لأن ذلك حق لك، ويتأكد ذلك إذا استمر على حاله الأول من الإيذاء وبالضرب ونحوه، وعليك أن تسلكي في سبيل ذلك الطرق المشروعة التي بيناها في الفتوى رقم: 8649. والله أعلم.