عنوان الفتوى : تحدث مع فتاة في الجامعة وقطع العلاقة معها ويرغب بنكاحها
السؤال
أنا طالب في الكلية، وهذا أول عام لي. وبطبيعة الحال دخلت عالما جديدا فيه البنات يتحدثن مع الشباب، وإلى آخره.
تعرفت على فتاة في العام الماضي، تكلمت معها لمدة أسبوعين، وتأكدت بأن الحديث معها حرام؛ فقطعت تلك العلاقة، ولم أكلمها لمدة شهرين.
فعادت تكلمني أنها تواجه صعوبة شديدة في المذاكرة، مع العلم أن امتحان تلك المادة المستعصية عليها كان لمدة 5 أيام.
فأخذت أكلمها حتى انتهت الامتحانات، وبقيت أكلمها. حتى جاء صاحبي ونصحني بأن أتركها.
أعدت بعد ذلك ترتيب أموري فعلا، وقطعت العلاقة معها. لبثت يومين وعدت بعدهما أكلمها؛ لأنها هي من فتحت الحوار للمرة الثانية.
آخر مرة بعد أن نصحني نفس الشخص بأن أقوم بحظرها، قمت فعلا بفعل هذا في كافة المواقع التي كنا نتواصل بها.
المهم في الليلة التي قمت بحظرها وأثناء نومي، حلمت أنني أكلم إحدى صديقاتها -التي لا توجد في الحقيقة من الأساس في الحلم فقط- وأقول لها إنني أريد أن أعتذر لها.
والبارحة حلمت بأضغاث أحلام أيضا، وفيها سمعت صوتها، أو كأن أحدا آخر لا أتذكر، نفس نبرة صوتها ونفس طريقة كلامها.
قلبي أخذ ينبض ناحيتها ، ولكن في كل مرة أرى صورتها أو أتخيلها تتحدث لي أنتصب، ولا أعرف لماذا لا أفكر بها بطريقة سيئة؟ لماذا يحدث معي هذا؟
أريد نصيحتك، فأريد أن أكافح للزواج بها، مع العلم أنني لم أقل لتلك للفتاة إنني أحبها، وهي كانت أول فتاة أتحدث معها.
أرشدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على إنهاء العلاقة مع هذه الفتاة وقطع التواصل معها، فإنك بذلك أغلقت بابا من أعظم أبواب الفتنة.
ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وجاءت السنة أيضا بالتحذير من فتنتهن، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ونوصيك بسلوك سبيل الاستقامة، والعمل بكل ما يعينك على ذلك، ويمكنك الاستفادة من بعض التوجيهات التي ضمناها في الفتاوى: 12928، 1208، 10800.
وما تراه في منامك قد يكون من حديث النفس، أي انعكاس لما يدور في نفسك، أو يكون من تلاعب الشيطان، فلا تلتفت إليه ولا تهتم به، واجتهد في تناسي أمر هذه الفتاة.
وإن أمكنك الزواج منها، فهو أمر حسن؛ فقد جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
ولكن لا تعجل لذلك حتى تتأكد من دينها وخلقها، وخاصة في المحافظة على الفرائض، ومن أهمها الصلاة، وكذلك اجتناب الكبائر.
فإن أثني عليها خيرا؛ فتقدم لخطبتها والزواج منها، واستخر الله تعالى في ذلك.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتويين: 8757، 19333.
والله أعلم.