عنوان الفتوى : هل يطلق زوجته لرقة دينها وسوء خلقها؟
السؤال
خطبت زوجتي. وفي فترة الخطوبة كانت بدون حجاب. وعند كتب الكتاب كانت تبكي؛ لأني اشترطت عليها الحجاب، أو عدم كتب الكتاب. تحجبت بعد بكاء شديد. وبعد مشاكل كثيرة في اللباس.
كانت تتمرن في نادي مخطل أمام رجال، وكذبت علي بدون علمي وهي تلبس ملابس ضيقة (لا يحق إلا للزوج أن يراها بها أمام الرجال في التمرين] stretch [) ونزلت ال video على الانستجرام.
عندما علمت بدأت في الكذب، وعندما أثبت لها كذبها، وتيقنت بعلمي بدأت في البكاء، ووعدتني بعدم حدوث ذلك مرة أخرى.. ولكن مؤخرا وجدتها في نفس الموقف. تدخل والدها وذهبنا لدكتورة نفسانية، والآن يقولو إن لديها مرضا نفسيا وهوسا.
لقد تزوجت؛ لأني أخاف الفتنة ... من أجل الله، وصليت استخارة.. وأحاول الالتزام وأن أبني أسرة ناجحة ملتزمة.
لا أستطيع الآن أن أثق بزوجتي، وكلما تذكرت أن الرجال يرونها بملابس ضيقة ومفاتنها ظاهرة؛ ينتابني نفور قوي تجاهها.
أهلها يحاولون الإصلاح وهي تحلف بعدم تكرار ذلك مرة أخرى، مع ذلك أشعر أني لن أستطيع أن ألمسها كزوج، أو أتعامل معها بمودة ورحمة. هل يجوز طلاقي لها؟
مع العلم أن الجماع بيننا كان مرات قليلة، وعلى حد علمي أنها بتول، كما قالت الدكتورة مؤخرا.
هل إن طلقتها فأنا ظالم؟
هل يجب المحاولة مرة أخرى، على الرغم من أن غروري.. و كبريائي كرجل لا يسمح لي بذلك. فأنا رجل غيور لا أحب أن تكشف امرأتي على غريب، أو تكلم غريبا، إلا إن كانت في الحدود. مع العلم أنه حدثت مشاكل كثيرة مثل مساحيق الوجه (المكياج) يوم الفرح، مع اشتراطي أن لا تضع شيئا مثل الأغاني كذلك يوم الفرح، على الرغم من اتفاقنا أن هذا لن يحدث ... و كذلك كل مشاكلنا تدور حول التبرج والزينة أو التمرين في ال (الجيم) أمام الرجال. ولكني أشعر أنها لن تتغير أبدا، وإن وعدتني بعدم استمراريتها فقد تكذب وتكرر الوضع.. فأنا أشعر أنها متعلقة جدا بالجمال والموضة والصحة أو اللبس وكذا حتى الحجاب فهي تلبس ما يشف رقبتها. وإن تكلمت معها تبدأ بالصراخ والصياح، ومكالمة والدها لكي يتدخل.
من فضلك أفتني هل تكفي صلاة الاستخارة والتفكير، وأن أجتمع بأهلها وشيخ للطلاق؟ أم أصبر عليها وهي في هذا الوضع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت ابتداء حين تساهلت في أمر الاختيار، فحسن الاختيار في هذا الجانب من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية واستقرارها، فقد حث الشرع على اختيار المرأة الصالحة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فالمرأة الدينة الصالحة يرجى أن تدوم معها العشرة الزوجية؛ فإنها تعرف حق ربها فتقوم به، وتعرف حق زوجها فتؤديه له، روى مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
وهي تحفظ زوجها حال غيبته عنها، كما قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.
نقل ابن كثير في تفسيره عن السدي أنه قال في هذه الآية: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. اهـ.
والطلاق مباح، وخاصة إن دعت إليه حاجة، ويكره لغير حاجة، وقد يحرم. والطلاق إذا كان مباحا شرعت الاستخارة فيه؛ فالاستخارة لا تكون إلا في المباح. وانظر الفتوى: 239488، والفتوى: 38863.
ولا تكون ظالما لزوجتك إن طلقتها، ولا يلزمك أن تعطيها فرصة أخرى لترجع لصوابها، ولكن لا تعجل للطلاق، وخاصة إن صح ما ذكر من كونها مريضة نفسيا، فساعدها في أمر العلاج واصبر عليها ما أمكنك الصبر، واستمر في مناصحتها بالرفق واللين، وذكرها بالله، واجلس معها بصحبة بعض العقلاء من أهلها أو غيرهم.
فإن تابت وصلح حالها وتبين صدقها؛ فالحمد لله، وإن استمرت في هذه المخالفات الشرعية، فالأفضل طلاقها؛ لرقة دينها وسوء خلقها، ولمزيد الفائدة راجع فتوانا: 126358.
ولا يلزم أن يتم الطلاق عن طريق شيخ، ولكن إن كنت تجهل أحكام الطلاق، فالأفضل أن تذهب إلى الشيخ ليبصرك في هذا الجانب.
والله أعلم.