عنوان الفتوى : تغرب الزوج عن زوجته بسبب الوظيفة
السؤال
أنا امرأة متزوجة، ليس لديّ أطفال وأنا محجبة وأصلي، - ولله الحمد- وأعيش بدولة أجنبية مليئة بالمفاسد، وزوجي يعمل بدولة عربية، لنا سنتين نعيش في فرقة عن بعض، نتقابل شهرا أو أقل كل سنة، بدأت مؤخرًا في البكاء وحدي في غرفتي، أهرب للعمل، وأغلب اليوم، ويوم الإجازة من العمل يتحول يومي قطعة من جحيم، فعندما أفكر في حالي، للأسف أهلي عندما كنت أحاورهم في الموضوع كانوا يهاجمونني بشدة، ويجعلونني أشعر بالخجل، وأني أطلب شيئاً حراماً لأني أريد أن أعيش مع زوجي، ويخبرونني أنه هناك الكثير مثلي، ويجب أن أتحمل لأجل أن يجد أولادي فرصة معيشة أفضل في البلد الأجنبية التي أقيم بها.
المهم، مؤخرًا تحادثت معهم، وأفهمتهم أني بدأت أضعف وأنهار تحت الضغوط النفسية، وأني أحتاج بشدة للعيش مع زوجي، وتحت حمايته، واستجابوا لي على غير العادة، لكنهم خوفوني من الندم إن ذهبت للعيش في مصر بأن أبنائي لن يجدوا فرصة عيش جيدة مثل التي نحصل عليها هنا في الدولة الأجنبية.
أسألكم النصح والمشورة. هل أنا مخطئة لأني أريد أن أعف نفسي جسديًا ونفسيًا؟
زوجي سأحادثه، وأشرح له ما أمر به، وإن لم يستجيب لي سأطالبه بالطلاق؟
خصوصا أن قبل الزواج كان اتفاقنا عليَ أني أحتمل ستة شهور فقط، ثم سيأتي هو للعيش هنا معي، والعمل هنا، لكنه لما وجد وظيفة أفضل في الدولة الخليجية براتب أفضل قبلها، وأنا لم أعترض وقتها.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلست مخطئة فيما تريدين من الإقامة مع زوجك، فاجتماع الزوجين يشتمل على مصالح كثيرة، ولذلك لا ينبغي للزوج التغرب عن زوجته لغير حاجة أكيدة.
قال ابن عبد البر –رحمه الله- في التمهيد: ... طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين أو دنيا لا يصلح، ولا يجوز، وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يمونهم ويقوتهم. انتهى.
وقال الشيخ عطية صقر –رحمه الله- : ..فإني أيضا أنصح الزوج بألا يتمادى في البعد، فإن الذى ينفقه حين يعود إليها في فترات قريبة سيوفر لها ولأولاده سعادة نفسية وعصمة خلقية لا توفرها المادة التي سافر من أجلها. انتهى من فتاوى دار الإفتاء المصرية.
ومن حق الزوجة على زوجها ألا يغيب عنها فوق ستة أشهر من غير عذر كما بيناه في الفتوى: 10254.
وعليه، فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك للإقامة معه في الموضع الذي يتيسر لكما الاجتماع فيه، وتأمنان فيه على دينكما ودنياكما.
والله أعلم.