عنوان الفتوى : هل يترك الصلاة في المسجد لدفع الشبهة عن النفس؟
أنا شاب يحاول أن يكون على طريق الله، أحد الأشخاص شوه سمعتي عن طريق تركيب فيديو مخل، وانتشر هذا الفيديو. عندما أذهب للصلاة في المسجد أجد معاملة غير جيدة من بعض الناس، مما يشتتني عن الخشوع في الصلاة، وأحيانا أجد نفورا من البعض الآخر عند الصلاة بجانبه، مما يشعرني بالذنب، مما يدفعني أن أصلي في البيت. هل يجوز أن أصلي في البيت دائما حتى لا أتحمل ذنوب أحد، وأكون خاشعا في صلاتي. أرجو الإفادة، وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فينبغي لك أن تبين للناس حقيقة الأمر، وأن مقطع الفيديو مركب، ومكذوب عليك، وهذا من باب دفع الشبهات عن نفسك، وانظر الفتوى رقم: 79951. عن دفاع المرء عن نفسه، ورد مقالة السوء عنها، وإن كنت بريئا فسيظهر الله براءتك ولو بعد حين، ولا تنس أنك لست أول من يُرمى بما هو منه براء، فقد رمى المنافقون الصحابة بمثل ذلك حين رموا صفوان بن المعطل وأمنا عائشة بما هم منه براء، وكانت تلك المحنة سببا في رفع درجاتهم، وفضح أهل الإفك، وقال الله تعالى في تلك الحادثة: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ {النور:11}.
قال البيضاوي في تفسيره: قوله: لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ مستأنف، والخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعائشة وصفوان رضي الله تعالى عنهم، والهاء للإِفك. بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لاكتسابكم به الثواب العظيم، وظهور كرامتكم على الله بإنزال ثماني عشرة آية في براءتكم، وتعظيم شأنكم، وتهويل الوعيد لمن تكلم فيكم، والثناء على من ظن بكم خيرا. اهــ.
وليس الحل في ترك الصلاة في المسجد؛ لأن هذا أولاً: لا يدفع عنك التهمة، بل ربما يرسخ سوء ظنهم بك، وأنك فعلت ما رماك به ذلك الشخص، وثانيا: ربما يؤدي بك إلى التكاسل عن أدائها في وقتها مستقبلا.
وإن صليت في البيت فإننا نرجو أن لا يلحقك إثم في ذلك، واحرص حينئذ على أدائها جماعة مع أهل بيتك، فالصلاة منجاة ومفزع للمؤمن، ولك في رسول الله أسوة حسنة، حيث ثبت عنه أنه: كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى. كما في المسند وغيره، وثبت عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها. كما في المسند وسنن أبي داود.
وانظر الفتوى: 265651. عن الترهيب من البهتان والقذف، والفتوى: 228697. عن عقوبة من قال في مؤمن ما ليس فيه.
والله تعالى أعلم.