عنوان الفتوى : هل يترك عمله لأجل الالتزام بصلاة الجماعة؟
السؤال
باختصار حتى لا أطيل عليكم. بارك الله فيكم...
أريد أن أصلح علاقتي مع الله، حيث إني في أسوأ أيام حياتي من ناحية الالتزام. وأريد أن أسير على ما كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الالتزام بالفرائض، والتقرب إلى الله بالسنن.
وكلما هممت بالبدء في طريق إصلاح نفسي، توقفت متسائلا: هل يمكن السير في طريق الالتزام والعودة إلى الله تعالى، ونيل رضاه في ظل وجود مشكلة كبيرة بالنسبة لي، ألا وهي صلاة الجماعة في أول وقتها في المسجد؟
أقول ذلك لأني أعمل في محل حلويات، والمكان يزدحم تارة، مما يصعب معه المواظبة على الصلاة في المسجد. أصلي مرة بالمسجد ومرة بالمحل، مرة في أول الوقت، ومرة في وسطه، وأحيانا في آخره.
فلا أعلم هل أترك العمل وأؤثر الصلاة، والله يفتح لي باب رزق (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له.) (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)
أم أبدأ الالتزام والإصلاح بالمتاح الآن، وأستمر في العمل وأترك مسألة صلاة الجماعة في المسجد إلى حين آخر؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ولا يجب عليك ترك العمل في هذا المحل.
ولا تجب صلاة الجماعة في أول الوقت. وعامة الموجبين لها لا يشترطون المسجد لفعلها، بل يرون إجزاء فعلها في أي مكان. وانظر الفتوى: 128394.
وعليه؛ فاستمر في عملك، وصل متى ما أمكنك، فإن أمكنتك الصلاة في المسجد أول الوقت فهو أفضل، وإن لم تمكنك فاحرص على الصلاة في جماعة مع أحد زملائك في العمل في أي جزء من أجزاء الوقت.
وحافظ ما أمكنك على الفرائض، وخذ بما تيسر من النوافل، والزم ذكر الله تعالى، واجتهد في دعائه أن يثبتك على دينه. واصحب الصالحين وأهل الخير، فإن صحبتهم تعين على كل خير، وتعلم العلم النافع الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فبالعلم تتعرف على الكيفية المثلى للتقرب إلى الله تعالى، وتعرف ما يجب تقديمه، وما يجب تأخيره، والله يتولاك بعونه.
والله أعلم.