أرشيف المقالات

الاحتفال بالمولد النبوي

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
الاحتفال بالمولد النبوي
 
إن الذي يجري في أكثر الموالد لا يخلو من منكر وبدع ومخالفات، والاحتفال لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة والتابعون، ولا الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل القرون المفضلة، ولا دليل شرعي عليه:
1- كثيرًا ما يقع أهل المولد في الشرك، وذلك حينما يقولون:

يا رسول الله غوثًا ومَدَد
يا رسول الله عليك المعتمَد

يا رسول الله فرِّج كربَنا
ما رآك الكربُ إلا وشرَدَ

 
لو سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكلام لحكم عليه بالشرك الأكبر، لأن الغَوث والمعتمدَ والمفرِّجَ للكُروب هو الله وحده.
قال الله تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾؟ [النمل: 62].
 
ويأمر الله رسولَه صلى الله عليه وسلم يقول للناس: ﴿ قُلْ إنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ﴾ [الجن: 21].
 
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألتَ فاسأل الله واذا استعنتَ فاستعنِ بالله))؛ [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].
 
2- أكثر الموالد فيها إطراء ومبالغة، وزيادة في مدحه صلى الله عليه وسلم، وقد نَهَى عن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا عبدُ الله ورسوله))؛ [رواه البخاري].
 
3- يذكر مولد العروس وغيره أن الله خلق محمدًا مِن نوره، وخلَق من نوره الأشياء كلها، والقرآن يكذبهم قائلًا: ﴿ قُلْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إلَيَّ أَنَّمَا إلَهُكُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [الكهف: 110].
 
والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم خُلِق من أبوين، وهو من البشر الذي يمتاز بالوحي من الله؛ ويقولون في المولد: إن الله خلق العالَم من أجل محمّد، والقرآن يُكذِّبهم بقوله: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
 
4- إن النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح، وميلاد أفراد أسرتهم، وعنهم أخذ المسلمون هذه البدعة، فاحتفلوا بمولد نبيهم ومولد أفراد أسرتهم، ورسُولُهم يحذرهُم قائلًا "مَنْ تشبَّه بقومِ فهو منهم))؛ [صحيح: رواه أبو داود].
 
5- كثيرًا ما يختلط الرجال والنساء في حفلة المولد، وهو مما يحرمه الإسلام.
 
6- إن الذي يُصرف من الأموال في الزينة يوم المولد من الورق الملون والقناديل وغير ذلك يبلغ الملايين، وهي تلقى على الأرض دون فائدة سوى فائدة الكفار الذين يقبضون ثمن الزينة المستوردة من بلادهم، وقد نَهَى الرسول عن إضاعة المال.
 
7- إن الوقت الذي يُضيعه الناس في نصب الزينة يعرضهم لترك الصلاة أحيانًا كما رأيت ذلك.
 
8- جَرَت العادة أن يَقُوم الناس وقوفًا في آخر المولد، لاعتقاد بعضهم حضور الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو كذب واضح، لأن الله تعالى يقول: ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100]..
(برزخ: حاجز ما بين الدنيا والآخرة)
 
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "ما كان شخصٌ أحبُّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه (الصحابة) لم يقوموا له لما يَعلمون من كراهيته لذلك))؛ [صحيح: رواه أحمد والترمذي].
 
9- يقول بعضهم: نحن نقرأ في المولد سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والواقع أنهم يأتون بأشياء تخالف كلامه وسيرته، والمحب هو الذي يقرأ سيرته كل يوم لا كل سنة، هذا مع أن شهر ربيع الأول الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات فيه فليس الفرح بأولى من الحزن فيه.
 
10- كثيرًا ما يسهر أهل المولد إلى نصف الليل، فيُضيِّعون صلاة الصُّبح مع الجماعة على الأقل، أو تفوتهم الصلاة.
 
11- لا عبرة بما يفعله الكثير من الناس في الاحتفال بالمولد، لأن الله تعالى يقول: ﴿ وَإنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 116].
 
ويقوك حذيفة: كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس أنها حسنة.
 
12- وقال الحسن البصري: إن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الترف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سُنتهم حتى لقوا ربهم، فكذلك فكونوا.
 
13- إن أول من أحدث المولد الملك المظفر في بلاد الشام في مطلع القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه في مصر الفاطميون وهم كما قال ابن كثير: (كفار فساق).
انظر بحث المشاهد والمزارات من هذا الكتاب ص 198.

شارك الخبر

المرئيات-١